[ ارشيف ]
توغلت قوات النظام السوري أكثر في ريف إدلب الجنوبي (شمال غربي سوريا)، وسط معارك ضارية مع المعارضة المسلحة التي تحاول الصمود دفاعا عن آخر معاقلها الكبيرة المتبقية بيدها.
وقال مراسل الجزيرة صهيب الخلف إن قوات النظام سيطرت ليلا على بلدة عابدين على بعد بضعة كيلومترات إلى الغرب من مدينة خان شيخون التي تقع على طريق يربط دمشق بحلب.
وأضاف المراسل أن الاشتباكات تدور على محورين، أحدهما حول بلدة عابدين غرب خان شيخون والآخر قرب بلدة سكيك شرقها، مشيرا إلى أن المعارضة المسلحة تتراجع في المحور الأول وتخوض معارك عنيفة مع القوات المهاجمة في المحور الثاني.
ونقل عن مصادر من المعارضة أنها دمرت العديد من الآليات لقوات النظام السوري، وقتلت عناصر من حزب الله اللبناني.
ولم يعد يفصل قوات النظام عن مدينة خان شيخون الإستراتيجية الخالية تقريبا من سكانها سوى ثلاثة كيلومترات، وقد سيطرت خلال تقدمها على عدة تلال إستراتيجية مما يمنحها تفوقا على المعارضة المسلحة.
وكانت قد سيطرت قبل أيام على بلدتي الهبيط وسكيك وعلى عدة تلال بريف إدلب الجنوبي، وفي حال سقطت بيدها مدينة خان شيخون فستحاصر بلدات خاضعة للمعارضة بريف حماة الشمالي مثل مورك وكفرزيتا واللطامنة.
وقد بثت المعارضة السورية المسلحة صورا قالت إنها لتدميرها دبابة ومدفعا رشاشا وعربة تنقل جنودا للنظام، وذلك إثر استهدافهم بصواريخ مضادة للدروع على محاور سكيك وتل مرق وتل عاس بريف إدلب الجنوبي الشرقي.
قصف متواصل
وقال ناشطون معارضون إن قوات النظام المدعومة من روسيا باتت تعتمد إستراتيجية السيطرة ليلا على البلدات والقرى بعد قصفها بعنف نهارا بعدد كبير من الصواريخ والقذائف.
والليلة الماضية شنت طائرات النظام وروسيا غارات على بلدات بريف إدلب الجنوبي، أدت لمقتل تسعة مدنيين وفق مراسل الجزيرة، وقال ناشطون إن من بين القتلى عنصرا من الدفاع المدني ومسعفين اثنين.
وأفاد المراسل صهيب خلف بأن التقدم المتواصل لقوات النظام دفع المزيد من السكان إلى النزوح نحو الحدود السورية التركية في عمق محافظة إدلب.
وفي هذا السياق، أكدت منظمة "منسقو استجابة سوريا" أن مئة ألف مدني نزحوا في الأيام الأربعة الماضية فقط. ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن نحو أربعمئة ألف مدني نزحوا منذ بدء الحملة العسكرية لقوات النظام وروسيا نهاية أبريل/نيسان الماضي.
وفي ريف محافظة اللاذقية المجاورة لإدلب، أفاد مراسل الجزيرة نقلا عن المعارضة السورية المسلحة بتجدد الاشتباكات بينها وبين قوات النظام المدعومة بالطيران الروسي على محور الكبينة.
وبحسب المعارضة المسلحة فإنها قتلت عددا من عناصر قوات النظام ودمرت لهم دبابة إثر محاولتهم التقدم على المحور نفسه.
وكانت هيئة تحرير الشام تبنت إسقاط طائرة حربية من طراز "سوخوي 22" لقوات النظام السوري وأسر قائدها خلال معارك أمس في ريف إدلب الجنوبي.
وفيما قالت الهيئة إنها أسقطت الطائرة بواسطة مدفع مضاد للطائرات، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية إنها أُسقطت بصاروخ مضاد للطيران في بلدة التمانعة.