[ السلطات البحرينية سمحت بدخول صحفيين من وسائل إعلام إسرائيلية عدة (مواقع التواصل) ]
السلطات البحرينية سمحت بدخول صحفيين من وسائل إعلام إسرائيلية عدة (مواقع التواصل)
توافد عدد من الصحفيين الإسرائيليين للمرة الأولى إلى العاصمة البحرينية المنامة لتغطية الورشة الاقتصادية التي سميت "السلام من أجل الازدهار"، وأخذوا يبثون الصور والتعليقات التي استفزت المتابعين العرب على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتزامن مع تنديد عربي واسع بالورشة نفسها.
وقال الصحفي الإسرائيلي باراك رافيد إن البحرين سمحت لصحفيين من ست وسائل إعلام إسرائيلية مختلفة بدخول أراضيها لتغطية المؤتمر الذي يمثل المرحلة الأولى من خطة إدارة دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط التي باتت تعرف إعلاميا بـ"صفقة القرن".
ووثق رافيد -وهو مراسل القناة الإسرائيلية الـ13- زيارته إلى البحرين على مواقع التواصل بدءا من رحلته الجوية عبر العاصمة الأردنية عمّان، حيث نشر صورته على الطائرة قائلا إنه يسافر إلى أنحاء العالم منذ 13 سنة لتغطية أحداث مختلفة لكن هذه الرحلة هي الأكثر تشويقا بالنسبة له "إنها المرة الأولى التي يسمح لصحفيين إسرائيليين بدخول البحرين".
بن قفيط
وعند وصوله إلى المنامة نشر رافيد في المساء صورة لزجاجة بيرة وكتب تحتها بالعبرية "مع البيرة اللبنانية في البحرين.. شرق أوسط جديد".
وعلى الرغم من أن التغريدة كتبت بالعبرية، فقد علق عليها عدد من المتابعين العرب، أغلبهم وجهوا كلمات الغضب واللعنة للصحفي الإسرائيلي، في حين نشر مغرد عربي صورا لأعلام فلسطين وللمسجد الأقصى، وكتب آخر "كما أتيتم سترحلون يوما ما".
واستعرض رافيد في تقرير له مساء أمس الاثنين مسار رحلة الصحفيين من العاصمة الأردنية مستقلين طائرة الخطوط الجوية البحرينية التي مرت عبر الأجواء السعودية وصولا إلى المنامة.
وكذلك نشرت المراسلة غيلي كوهين والمراسل مواف فاردي من هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية صورتيهما، في أول بث لهما من المنامة.
ونشرت مراسلة صحيفة "هآرتس" نوعا لانداو صورتها في البحرين وهي تضع وشاحا على رأسها، وتحدثت عن بعض مشاهداتها أثناء تجولها هناك.
وكشفت لانداو أن رجال أعمال وصحفيين إسرائيليين دخلوا البحرين بجوازات سفر إسرائيلية رغم عدم وجود علاقات بين البلدين.
وكتبت في هآرتس "تم وضع علامات كبيرة لتوجيه مئات المشاركين إلى مكاتب استقبال خاصة تم إعدادها لهذه المناسبة حتى لا يتوه زائر واحد، ولا سيما مجموعة صغيرة من رجال الأعمال والصحفيين الإسرائيليين الذين دخل بعضهم البحرين بطريقة غير عادية بجوازات السفر الإسرائيلية، حتى في ظل عدم وجود علاقات دبلوماسية بين البلدين".
وأضافت لانداو "إشارات المؤتمر التي أعدها الأميركيون كتبت (إسرائيل) بوضوح، دون أي تمويه".
وتابعت المراسلة الإسرائيلية "قام ممثلو الحكومة البحرينية الذين يرتدون ملابس بيضاء تقليدية بمعاملة الضيوف النادرين الذين استضافتهم واشنطن بمهارة شديدة على الرغم من وجود بعض التوتر.. يمكن أن نسميه سلاما باردا على الرغم من أن درجات الحرارة كانت أكثر من 40 درجة".
وغرد المراسل السياسي لصحيفة "إسرائيل اليوم" أرئيل كاهانا مع صورة من العاصمة البحرينية على حسابه في تويتر "فخور وسعيد بدخول البحرين كصحفي إسرائيلي بجواز سفر إسرائيلي لتغطية ورشة المنامة، ليحل السلام إن شاء الله"، مضيفا "وبالمناسبة، ترحيب محترم وحار من المنظمين".
من جهتها، قالت صحيفة "غلوبس" الاقتصادية الإسرائيلية إن أبرز الإسرائيليين في الورشة سيكون يؤاف مردخاي الذي كان حتى قبل ستة أشهر في منصب منسق أنشطة الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
استنكار وغضب
من ناحية أخرى، استنكر الاتحاد العام للصحفيين العرب دعوة وسائل إعلام إسرائيلية للمشاركة في مؤتمر المنامة، وقال في بيان إن المؤتمر "الذي دعت إليه الإدارة الأميركية في إطار ما تسمى صفقة القرن مرفوض من كافة الشعوب العربية".
وأشار إلى أن "مشاركة وسائل الإعلام الإسرائيلية في هذا الاجتماع بالبحرين يتعارض مع قرارات الاتحاد العام للصحفيين العرب الذي جرم التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله".
من جهة أخرى، استنكر ناشطون ومثقفون بحرينيون تنظيم هذا المؤتمر في بلادهم، وتداعى بعضهم لرفع علم فلسطين فوق أسطح منازلهم رفضا لاستضافة بلدهم المؤتمر.
وكتب إبراهيم الشيخ على تويتر "لا مرحبا بكم ولا أهلا ولا سهلا، فلسطين ليست للبيع وستبقى عربية".
وأطلق الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي وسوما عدة للتنديد بالمؤتمر، منها "يسقط مؤتمر البحرين"، "صفقة القرن لن تمر"، "ورشة العار".
ودعت مؤسسات وروابط عربية وإسلامية في أنحاء العالم الشعوب العربية والإسلامية إلى التظاهر يوم الجمعة المقبل، لرفض واستنكار مؤتمر البحرين.
وتعقد ورشة البحرين الاقتصادية المسماة مؤتمر "السلام من أجل الازدهار" يومي الثلاثاء والأربعاء تحت إشراف جاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتوصف بأنها المرحلة الأولى من خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط.
ويواجه المؤتمر رفضا شعبيا عربيا واسعا، كما أعلنت الحكومة الفلسطينية مقاطعته.