[ نمر النمر ]
أكد تقرير أمريكي حديث، أن السلطات السعودية اتبعت سياسات متسامحة للغاية مع المدان بالإرهاب نمر النمر الذي جرى تنفيذ القصاص بحقه السبت (2 يناير 2016)، وقال إنه على الرغم من أن النمر له تاريخ طويل في محاربة السلطات وأجهزتها الأمنية، فإن ذلك لم يمنع المملكة من اتباع نهج مميز معه ومع أسرته.
ونقل التقرير الذي أعده الباحث جوزيف براودي لمعهد أبحاث السياسة الخارجية "FPRI"، عن مصادر سعودية وثيقة بنمر النمر، قولها إن عائلة النمر حظيت بمعاملة رائعة من جانب السلطات السعودية طوال فترة سجنه، كاشفةً عن أن الحكومة لبت احتياجات أسرة النمر خلال فترة وجوده في السجن؛ وذلك من خلال إرسال زوجته إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتلقي العلاج من مرض السرطان.. وطوال 9 أشهر تحملت الحكومة السعودية نفقات علاج زوجة النمر الباهظة في أحد مستشفيات نيويورك.
واعتبر التقرير أن الخطوة السعودية كانت تستهدف طمأنة السجين بأن السلطات لا تُضمر له شيئًا، كما أن نواياها تجاه عائلته وأحبائه طيبة، كما أن تصرف الحكومة السعودية تجاه عائلة النمر يمكن تفسيره على أنه محاولة لوقف دوامة العنف والانتقام.
وأشار التقرير الأمريكي إلى أن الحكومة السعودية حاولت بتلك الخطوة الطيبة تجاه عائلة النمر اتباع سياسة تستهدف في نهاية المطاف إعادة تصحيح مسار الأسرة، حتى إن أبناء النمر رفضوا زيارته في السجن.
وأكد الكاتب أن عمليات القصاص التي نفذتها المملكة لقيت ترحيبًا كبيرًا في الدول الخليجية التي اعتبرتها خطوة جديدة على طريق محاربة الإرهاب في المنطقة، في الوقت الذي اعتبرتها إيران جزءًا من الحرب عليها وعلى الطائفة الشيعية.
واستعرض تقرير معهد أبحاث السياسة الخارجية "FPRI"، تاريخ نمر النمر تجاه المملكة، فقال إنه طوال فترة الثمانينيات وأوائل التسعينيات كان عضوًا بارزًا في منظمة "حزب الله – الحجاز" المحظورة التي نشأت في المناطق الشرقية من المملكة العربية السعودية، وامتدت فروعها إلى كل من الكويت والبحرين، وقد جاهر في خطبه وبياناته العلنية التي ألقاها في تلك الفترة بضرورة رفع السلاح في وجه الحكومات؛ الأمر الذي أدى إلى وقوع صدامات دامية بين مؤيديه ورجال الأمن أسفرت عن سقوط العديد من الضحايا، فيما هرب هو إلى إيران مع العديد من المقاتلين.
وفي عام 1992، أعلنت حكومة الرياض عن هدنة مع منظمة "حرب الله – الحجاز"، تمنح بموجبها العفو لأعضاء تلك المنظمة بشرط إعلانهم نبذ العنف والتخلي عن أفكار تلك المنظمة الإرهابية وقطع علاقتهم بإيران وإعلان ولائهم للمملكة. وكان نمر النمر من بين الكثيرين الذين عادوا من إيران، لكنه رفض تنفيذ شروط العفو مكتفيًا بتخفيف لهجته العدائية تجاه الدولة السعودية.
وأكد التقرير أن عام 2009 شهد عودة نمر النمر إلى المجاهرة باللجوء إلى الخيار العسكري في مواجهة الدولة السعودية. وفي عام 2011، استغل النمر ما يُعرف بـ"الربيع العربي" الذي اجتاح عددًا من الدول العربية ليناصر الداعين لحمل السلاح واللجوء إلى العنف؛ حيث شُوهد مع عدد من الشباب ألقوا زجاجات المولوتوف الحارقة على رجال الأمن وفتحوا النار باتجاههم، كما شُوهد وهو في سيارة بها شباب مسلحون.
وتعتبر السلطات السعودية أن نمر النمر عمل طوال سنوات عمره على الدعوة إلى العنف وتنظيم عمليات العنف؛ لذلك فهو -في نظر السلطات السعودية- يحتل المكانة التي يحتلها تنظيم القاعدة وداعش الملطخة أيديهم بالدماء.