قال مراسل الشؤون الأفريقية بصحيفة “الغارديان” جيسون بيرك، إن الساعد الأيمن للرئيس السوداني السابق عمر البشير في دار فور، محمد حمدان دقلو (حميدتي) أصبح وبشكل متزايد لاعبا رئيسيا في مرحلة ما بعد الإطاحة به.
وقال بيرك إن المتظاهرين اتهموا هذا الشهر قوات الدعم السريع التي يقودها حميدتي عندما أطلق النار عليهم وسقط من بينهم 6 قتلى. ومع أن شهود العيان شاهدوا عربات الدعم السريع المعروفة وهي تفتح النار عندما حاولت نزع المتاريس قال حميدتي أن المسؤولين عن العنف كانوا موجودين داخل جامعة الخرطوم ومعسكر المعتصمين.
وقال “لقد اعتقل هؤلاء الأشخاص واعترفوا أمام الكاميرا” بدون تقديم تفاصيل. ويعلق بيرك أن حكم البشير الذي استمر 30 عاما اتسم بالحروب الأهلية وانتهاكات حقوق الإنسان.
ويرفض الجنرالات الذين سيطروا على السلطة بعد الإطاحة بالبشير في 11 نيسان (إبريل) الإستماع لدعوات المتظاهرين والمجتمع الدولي لتسليم السلطة وأصروا على أن يقود الحكومة ضابط. وفي ظل الإنسداد في المحادثات حول من سيقود البلاد برز حميدتي وبشكل متزايد كلاعب رئيسي.
وبدا تأثيره من لقائه يوم الجمعة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، ذلك أن الرياض برزت كداعم مهم لحكام السودان الجدد بعد رحيل البشير. ونشرت قوات الدعم السريع في السنوات الماضية لملاحقة الداعين للديمقراطية وتم نشر أكثر من 10.000 عنصر في العاصمة الخرطوم حسب المراقبين.
وحذر حميدتي المتظاهرين من “الفوضى” ملمحا لاستخدام القوة العسكرية لو ظل الإعتصام مستمرا. ولكنه قال إنه يريد مشاهدة الديمقراطية في السودان وزعم أنه رفض أوامر من البشير لفض الإعتصام أمام مقر القيادة العامة في الخرطوم بالقوة. وفي مقابلة مع صحيفة “الأهرام” المصرية نشرت الأسبوع إن “المجلس العسكري يريد أن يسلم السلطة اليوم وليس غدا”.
وتقول الصحيفة إن المبعوثين الغربيين وناشطي المعارضة في الخرطوم يقولون إن حميدتي جاء من عائلة تجار جمال وترك المدرسة الإبتدائية يأمل بأن يصبح رئيسا. وقال أحد رموز المعارضة: “يخطط حميدتي لأن يصبح الرجل الأول في السودان ولديه طموح غير محدود”.
ويقول المحللون إنه يتمتع بعدد من الداعمين المتنوعين حيث يراه البعض حليفا ضد الحركة الإسلامية التي نظمت انقلاب عام 1989 والذي أدى لصعود البشير إلى السلطة. وقدم حميدتي مقاتلين في الحرب التي تخوضها السعودية في اليمن ويعول على دعم كل من الرياض والإمارات العربية المتحدة ومصر وكلها تأمل بأن يقوم بتحييد الإسلاميين.
ويرتبط صعوده بمنطقته دار فور حيث يتهم مع قواته بحملة أرض محروقة نيابة عن البشير المتهم بجرائم حرب في الإقليم. وقتل فيها حوالي 300.000 في الإقليم وشرد حوالي 1.7 مليون شخصا في السنوات الأولى من النزاع. وفي مقابلة مع صناع فيلم وثائقي عام 2008، قال حميدتي إن البشير هو الذي أمره شخصيا بقيادة حملة ضد التمرد في دارفور، ولكنه أنكر أي مشاركة في قتل المدنيين ورفض الأوامر للهجوم على المناطق المدنية.
ويقول مجدي الجزولي، الباحث بمعهد ريفت فالي بنيروبي إن صعود حميدتي جاء بعد أن قام الجيش بالتعاقد على مكافحة التمرد مع الجماعات المحلية المسلحة. وقال “من ناحية جوهرية كان هو السبب الذي أدى لهزيمة التمرد لأنه كان قادرا على تجنيد مقاتلين يعرفون التضاريس الجغرافية للمنطقة”.
وتم إعادة تجميع الجماعات المسلحة المعروفة بالجنجويد عام 2013 في قوات الدعم السريع لضبطها وربطها أكثر مع القوات المسلحة. وقامت تحت قيادة حميدتي بشن حملتين عسكريتين في دار فور عام 2014 و2015 على التوالي.
وفي تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش عام 2015 قالت فيه إن قوات الدعم السري ارتكبت انتهاكات مروعة وواسعة في دار فور وشردت السكان بالقوة ودمرت الآبار ونهبت المواشي وعذيت السكان وقامت بعمليات قتل خارج القانون واغتصابات جماعية.
وقال شهود عيان للهجمات التي قامت بها قوات الدعم السريع في جبل مرة قالوا إنها ارتكبت جرائم اغتصاب جماعية في بلدة غولو للبنات أمام الرجال الكبار وقتلهن وترك جثثهن في الشوارع. ولم توجه محكمة الجنايات الدولية اتهامات لحميدتي ولكنها قالت في تقرير لها عام 2014 إن قوات الدعم السريع تحت قيادته احتفظت بنفس النظام كما كانت عليه ميليشيا الجنجويد.