[ محاولة فض الاعتصام التي وقعت فجر اليوم هي الرابعة منذ بدء الاعتصام السبت الماضي ]
حاولت قوة أمنية سودانية فجر اليوم الثلاثاء مجددا فض اعتصام المتظاهرين أمام مقر القيادة العامة للجيش في الخرطوم، في وقت أفادت فيه أنباء بسقوط المزيد من الجرحى والقتلى في مواقع أخرى.
وقال مدير مكتب الجزيرة المسلمي الكباشي إن إطلاقا كثيفا للقنابل الصوتية والقنابل المدمعة بدأ في حدود الساعة الرابعة وعشر دقائق فجرا، وبعد ذلك بقليل سمع دوي أصوات ذخيرة حية.
وأضاف أن الجيش رد بإطلاق النار في الهواء، ورجح أن ذلك تم باستخدام مدافع دوشكا، مشيرا إلى أنه يعتقد أن قوة أمنية هي من أطلقت الرصاص الحي والقنابل الصوتية في محيط الاعتصام الذي يطالب المشاركون فيه بتنحي الرئيس عمر البشير.
وتابع مدير مكتب الجزيرة بالخرطوم أنه كانت هناك ثلاث محاولات لفض الاعتصام منذ احتشاد المتظاهرين أمام مقر قيادة الجيش، مشيرا إلى أن إحدى هذه المحاولات نجحت جزئيا، لكن المعتصمين عادوا لاحقا إلى موقعهم الأول.
كما أشار إلى أنباء عن قرار اتُخذ على مستوى القيادات الأمنية العليا بفض الاعتصام. وقد أفاد شهود عيان بإصابة عدد من المعتصمين خلال المحاولة التي جرت فجر اليوم لفض الاعتصام، في حين فتح الجيش بوابات مقره للمعتصمين خلال استهدافهم بالذخيرة والقنابل الصوتية.
وبعد قليل من بدء هذه المحاولة، أظهرت صور مباشرة المعتصمين وهم يرددون هتافات تنديد بالهجوم الذي تعرضوا له، في حين أظهرت صور أخرى بعض المحتجين وقد تعرضوا للاختناق جراء الغاز المدمع.
والليلة الماضية ارتفع عدد المعتصمين إثر توافد حشود من المحتجين من أحياء الخرطوم المختلفة عبر الجسور المؤدية إلى مكان الاعتصام.
ميدانيا أيضا، أفادت لجنة أطباء السودان المركزية بأن متظاهرا قتل في أم درمان، في حين قتل ثلاثة آخرون مساء الأحد برصاص قوات الأمن بمنطقة مايو بالخرطوم.
لا تنازلات
ولا تبدو حتى الآن في الأفق أي مؤشرات على إمكانية الاستجابة لمطلب المعتصمين المتمثل في إزاحة الرئيس البشير، سواء بدعم من الجيش أو من دونه.
وقال البشير مساء أمس خلال ترؤسه اجتماعا طارئا لحزب المؤتمر الوطني الحاكم إن السودانيين سيعبرون الأزمة الحالية وهم أكثر قوة وتماسكا.
وطالب الرئيس السوداني الحزب باتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق الطمأنينة وتطبيع الحياة العامة في البلاد.
وقبل ذلك، اتهم وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف جهات لم يسمها بأنها تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإحداث شرخ في الجيش وبث فتنة بين مكونات المنظومة الأمنية في البلاد.
وأضاف أن الجيش يقدر أسباب الاحتجاجات، وهو ليس ضد تطلعات المواطنين وطموحاتهم. واستدرك بن عوف قائلا إن الجيش لن يسمح بانزلاق البلاد نحو الفوضى، ولن يتسامح مع أي من مظاهر الانفلات الأمني.
كما نفى وزير الإعلام السوداني والناطق باسم الحكومة حسن إسماعيل ما وصفها بالشائعة بتنحي الرئيس عمر البشير من منصبه، وقال إن مروجيها يهدفون إلى البلبلة.