[ العفو الدولية: مقتل أعداد كبيرة من المدنيين في ضربات أمريكية بالصومال ]
قالت منظمة العفو الدولية إن الجيش الأمريكي ربما يكون قد ارتكب جرائم حرب بقتله أعدادا كبيرة من المدنيين في إطار حملة قصف جوي تصاعدت بشكل مكثف في الصومال على مدى عامين.
وقالت المنظمة إنها تمكنت من توثيق مقتل 14 مدنيا في تحقيقات بشأن خمس ضربات جوية فقط، وهو عدد ضئيل من بين ما يزيد على 110 ضربات جوية يقول الجيش الأمريكي إنه نفذها منذ يونيو حزيران 2017.
ورفض الجيش الأمريكي تقرير المنظمة. وقال إنه قتل 800 متشدد في غارات جوية في الصومال خلال هذه الفترة لكنه لم يقتل أو يصب مدنيا واحدا.
وقالت قيادة الجيش الأمريكي في أفريقيا في رد بعثت به إلى رويترز بالبريد الإلكتروني ”لا تشير تقييماتنا الراهنة إلى سقوط ضحايا مدنيين نتيجة لأي ضربات جوية نفذتها القيادة الأمريكية في أفريقيا“.
وقال برايان كاستنر مستشار الأزمات المختص بالأسلحة والعمليات العسكرية لدى منظمة العفو الدولية إن عدد القتلى المدنيين جراء جزء صغير من الضربات الجوية التي تمكنت المنظمة من التحقيق بشأنها يشير إلى أن ”غطاء السرية الذي يحيط بالدور الأمريكي في حرب الصومال ما هو إلا ستار دخان لضمان الحصانة“.
وقال تقرير المنظمة ”أفراد قوات الحكومة الأمريكية الذين خططوا للضربات الجوية ونفذوها ربما ارتكبوا انتهاكات للقانون الإنساني الدولي، منها القتل خارج إطار القانون، وهو ما يمكن أن يصل إلى حد جرائم حرب“.
ويشهد الصومال، وهو واحد من أفقر دول العالم، حربا أهلية ويعاني من انعدام الأمن بشدة منذ 1991. وفي السنوات الأخيرة يقدم الجيش الأمريكي الدعم لحكومة تدعمها الأمم المتحدة في مقديشو تواجه تمرد حركة الشباب الإسلامية المتشددة.
وفي مارس آذار 2017 منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجيش سلطات أوسع لتنفيذ ضربات وغارات في الصومال بما في ذلك ضربات دون انتظار أن يهاجم المتشددون حلفاء الولايات المتحدة.
وقالت القيادة الأمريكية في أفريقيا في بيان ”لدينا إجراءات لضمان أن تظل سلامة وحماية السكان المحليين أولوية قصوى. هذه الإجراءات، بالإضافة إلى قدرات دقة التصويب، تحمي المدنيين والبنية الأساسية“.
وقتلت ضربة جوية أمريكية هذا الأسبوع أربعة أشخاص منهم موظف بشركة للهواتف المحمولة وثلاثة ركاب حسبما أبلغ قريب أحد الضحايا رويترز يوم الثلاثاء.
وقالت القيادة الأمريكية في أفريقيا إنها قتلت ثلاثة مسلحين في ضربة جوية يوم الاثنين وإنه بلغتها مزاعم عن سقوط قتلى مدنيين وتقوم بمراجعة المعلومات المتعلقة بالواقعة.
وحقق تقرير منظمة العفو الدولية في خمس ضربات جوية بإقليم شبيلا السفلى، وخلص إلى أن 14 مدنيا قتلوا وأصيب ثمانية.
وطردت القوات حركة الشباب من العاصمة مقديشو في عام 2011 لكنها تحتفظ بوجود قوي في أجزاء من جنوب ووسط البلاد. وقال المتشددون إن الهجمات الأمريكية تلحق أضرارا بالسكان ويشجعون أقارب الضحايا على الانضمام إليهم.
وقال عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم الحركة لرويترز يوم الثلاثاء ”الضربات الأمريكية كثيرا ما تستهدف مزارعين ورعاة في أماكن عديدة بالصومال. يُباد الناس ومزارعهم وحيواناتهم وتُحرق منازلهم“.
إعداد لبنى صبري للنشرة العربية - تحرير أمل أبو السعود