تتواصل الإجراءات الدولية ضد السعودية، بعد قتل الصحافي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، وسط دعوات للإفراج عن ناشطات تعذبهن المملكة في سجونها.
وقد دعت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ميشيل باشليه السعودية أمس الأربعاء للإفراج عن ناشطات محتجزات تتردد تقارير عن تعرضهن للتعذيب بعد أن اتهمتهن السلطات بالإضرار بمصالح البلاد.
وحدد نشطاء أسماء عشر سعوديات محتجزات وعبروا عن مخاوفهم من أن يواجهن أحكاما قاسية.
وقالت باشليه في كلمة ألقتها في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة «اسمحوا لي أن أبدي قلقي مما يبدو أنه اعتقال واحتجاز عشوائي وسوء معاملة أو تعذيب يزعم أن العديد من النساء المدافعات عن حقوق الإنسان في السعودية تعرضن له».
وأضافت «إن اضطهاد نشطاء مسالمين من شأنه أن يتعارض بوضوح مع روح الإصلاحات الجديدة التي تقول السعودية إنها تنفذها».
منظمة «العفو الدولية»، أيضا طالبت الدول بـ«اتخاذ موقف واضح ضد انتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، من خلال الانضمام إلى بيان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الذي يتناول حملة القمع التي تشنها الحكومة على النشطاء السلميين، بما في ذلك مجموعة من المدافعات عن حقوق الإنسان اللاتي يُحتجزن، وعُلم أنهن تعرضن للتعذيب والاعتداء الجنسي.»
ومن المتوقع أن يتناول البيان الحاسم، المقرر تقديمه في جلسة لمجلس حقوق الإنسان اليوم الخميس، استخدام السعودية لقانون مكافحة الإرهاب من أجل اضطهاد الأشخاص الذين يمارسون بشكل سلمي حقهم في حرية التعبير والتجمع، بالإضافة إلى قضية مقتل خاشقجي.
في السياق ذاته، أعلن عبد الله، نجل الداعية السعودي سلمان العودة أن الجلسة السرية التي كانت مقررة لمحاكمة والده والتي تأجلت ثلاث مرات انعقدت أمس من دون حضور والده.
وأوضح في تغريدة له على حسابه في «تويتر» إن النائب العام أكد خلال الجلسة طلبه السابق بقتل والده تعزيرا، بناء على تهم وصفها بـ«الفضفاضة» تتعلق بتغريدات وبنشاط والده العلمي والثقافي.
وأوقفت السلطات السعودية الداعية سلمان العودة في 10 سبتمبر/أيلول 2017، ضمن حملة توقيفات شملت عددا من العلماء والكتاب.
يأتي ذلك وسط إجراءات تتخذها الدول ضد السعودية بسبب مقتل خاشقجي، وحرب اليمن، إذ أعلنت الحكومة الألمانية تمديد حظر تصدير الأسلحة إلى السعودية حتى نهاية مارس/ آذار الجاري.
وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، في بيان الأربعاء، إن حكومة بلاده قررت تمديد حظر تصدير الأسلحة إلى السعودية حتى نهاية الشهر الجاري.
وأشار ماس إلى أن القرار جاء بناء على التطورات في اليمن. وبيّن أن بلاده ترى ضرورة أن تنتهي الحرب في اليمن خلال أسرع وقت.
وأوضح أنه لن يتم أيضا إرسال الأسلحة والذخائر المصرح لها في وقت سابق إلى السعودية حتى نهاية مارس/ أذار.
في السياق، وصف السفير الأمريكي الجديد لدى السعودية، جون أبي زيد، عملية مقتل خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، بأنها «خرقاء»
جاء ذلك خلال جلسة استماع لأبي زيد في مجلس الشيوخ، الأربعاء، حسبما نقلت شبكة «سي إن إن» الأمريكية.
وقال: «مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي عملية قتل خرقاء».
وردا على سؤال من قبل السيناتور بوب مينديز، عما إذا كان سيضغط على الحكومة السعودية من أجل محاسبة المسؤولين عن عملية مقتل خاشقجي، أجاب أبي زيد: «نعم».
وأضاف: «أعلم أنه يجب أن تكون هناك محاسبة على الجريمة البشعة التي استهدفت خاشقجي»، حسب المصدر ذاته.
غيّر أنه شدد في المقابل على عدم قدرة السفراء على محاسبة الدول، ولفت قائلا: «الدول هي من تحاسب الدول».
وعن العلاقات السعودية – الأمريكية، أكد أبي زيد أنها «لا تتعلق فقط بولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بل هي علاقة بين شعبين».
في الموازاة، كادت السعودية أن تدرج على لائحة سوداء للدول التي لا تبذل جهودا كافية لمكافحة تبييض الأموال بناء على مقترح للمفوضية الأوروبية، لكن بعد ضغوط من واشنطن والرياض، رفض أعضاء الاتحاد الأوروبي الـ 28 بالإجماع إدراج المملكة على اللائحة، الأمر الذي انتقدته منظمة الشفافية الدولية.
وقال كارل دولان مدير منظمة الشفافية الدولية «إن دول الاتحاد الأوروبي الـ 28 فوتت فرصة «ظهار التزامها بمكافحة تبييض الأموال والفساد العالمي».
في سياق آخر، كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية أن ثمة مؤشرات متزايدة على خلاف محتمل بين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وأشارت، نقلا عن مصدر سعودي، إلى أن الخلاف بين سلمان وولي عهده ظهر جليا عندما لم يكن الأمير محمد بن سلمان ضمن مستقبلي الملك في مطار الرياض عند عودته من مصر.
لكن المغرد الشهير» مجتهد»، أوضح في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن صحيفة الغارديان ووكالة رويترز للأنباء وقعتا في فخ بن سلمان.
وأكد أن ولي العهد السعودي صنع مصدرا للتلاعب بوسائل الإعلام، والزعم بوجود خلاف بينه وبين الملك حول التعيينات الأخيرة وأمور أخرى.
وأضاف: «مبس (محمد بن سلمان) يحتاج أن تبقى صورة والده سليما عقليا، بعدما انكشف الزهايمر بشكل فاضح في شرم الشيخ، حتى يحتمي به من خصومه في العائلة».
وأردف إن «الملك منتهٍ عقليا ولا يمكن له المساهمة في أي قرار، فهو لا يستطيع تذكر أي جديد أكثر من خمس دقائق، ولا يعلم عن قرارات ابنه الأخيرة فضلا عن أن يعترض عليها، ولا يعلم عن الحملة على آل سعود والتجار والمشايخ، وقد أخبر عن خاشقجي ونسي تماما، وكل تقرير أو خبر عن دور للملك في القرار كذب في كذب».