[ بوتفليقة: بطبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التي كنت عليها (رويترز) ]
قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن جزءا كبيرا من الجزائريين لم يعودوا يتحملون التناقض الحاصل بين الغياب المادي لرئيسهم عبد العزيز بوتفليقة، والحضور الكاسح للرموز التي تمثله في المشهد الجزائري.
ورأى الكاتب في الصحيفة ياسين سيو أن شعار الطلاب في احتجاجاتهم يوم 26 فبراير/شباط الحالي "ليس لدينا رئيس وإنما صورة وإطار" ينم عن استياء الكثير من الجزائريين من ترشح بوتفليقة لولاية خامسة، وأنهم ضاقوا بذلك ذرعا.
وفي هذا الإطار، استنتج الكاتب من قول رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى إن بوتفليقة "لن يتمكن بطبيعة الحال من إنعاش حملته الانتخابية" الانسحاب الإعلامي لهذا المرشح.
ولاحظ سيو في الوقت ذاته أن الاحتفالات المؤيدة لترشح الرئيس التي نظمت حول صورته أثارت غضب الجزائريين وتهكمهم.
وقال إن الفراغ الذي تركه بوتفليقة -كان آخر خطاب له في عام 2012- يعود إلى حالته الصحية، مشيرا إلى أن مشاكله الصحية بدأت في عام 2005 قبل أن تجبره سكتة دماغية عام 2013 على البقاء بمستشفى في فرنسا لمدة 80 يوما.
وبعد عودته إلى الجزائر لفترة النقاهة لم يتحدث الرئيس إلا بعد بضعة أشهر، وذلك للإعلان عن ترشحه للانتخابات الرئاسية في أبريل/نيسان 2014.
ولم ير الجزائريون -وفقا للكاتب- رئيسهم إلا يوم التصويت، أي بعد عامين من اختفائه دون صور أو خطابات، وبدا أنه فقد الكثير من وزنه وكان جالسا على كرسي متحرك، وقد التزم الصمت منذ ذلك الحين.
وفي أول نوفمبر/تشرين الثاني 2018، ذكرى بداية الحرب الجزائرية، ظهر بوتفليقة على شاشات التلفزيون في صورة قاتمة، صورة رجل مسن ومريض محدودب في كرسيه المتحرك.
وهذه الصورة -حسب سيو- هي التي كانت حاضرة في أذهان الجزائريين عندما أعلن بوتفليقة في 10 فبراير/شباط الحالي ترشحه لولاية خامسة.
وقال بوتفليقة في رسالة بعثها إلى الأمة الجزائرية بهذه المناسبة "بطبيعة الحال لم أعد بنفس القوة البدنية التي كنت عليها (..)، إلا أن الإرادة الراسخة لخدمة وطني لم تغادرني قط، بل وستمكنني من اجتياز الصعاب المرتبطة بالمرض".
وختم الكاتب بأن الرئاسة الجزائرية المعروفة بتكتمها بشأن ما يتعلق بصحة عبد العزيز بوتفليقة لم تعط أي تفاصيل ولا معلومات عن الحالة الصحية للرئيس، مع استمرار المظاهرات الرافضة لترشحه لولاية خامسة في الجزائر العاصمة وفي مدن أخرى داخل البلاد.