كشف شقيق الناشطة الحقوقية المعتقلة في السعودية، لجين الهذول، لصحيفة”إندبندنت” البريطانية، تفاصيل تتعلق بتعذيب شقيقته، في سجون السعودية، معبرا عن مخاوفه بأن معاملتها بوحشية من السلطات السعودية تزداد سوءا.
وأفاد وليد الهذلول أن شقيقته، التي اشتهر اسمها كإحدى أبرز الناشطات الحقوقيات المعتقلات في السعودية، تتعرض للتعذيب والتحرش الجنسي في السجن، وأن الانتهاكات تزداد ضدها.
واعتقلت لجين الهذلول، في أيار/ مايو 2018 مع 10 ناشطات حقوقيات أخريات في المملكة العربية السعودية، بعد تحديها الحظر المفروض في المملكة على قيادة المرأة للسيارة، رغم أن قرارا ملكيا صدر بعدها بالسماح لهن بالسواقة.
وأضاف أن عائلته وكذلك منظمة “هيومن رايتس ووتش” شددوا خلال الأشهر الأخيرة، على أنها تعرضت هي والمعتقلات الأخريات للتعذيب والتحرش الجنسي في السجن.
ووفقا للصحيفة، فإن الهذلول أخبرت والديها أنها احتجزت في الحبس الانفرادي، وتم ضربها، وتعذيبها بغمرها بالمياه، والصعق بالصدمات الكهربائية، والتحرش الجنسي، والتهديد بالاغتصاب والقتل.
وقال وليد الهذلول، البالغ من العمر 31 عاما، إن الأسرة حاولت الاتصال بعدد من الهيئات الحكومية بشأن احتجاز شقيقته، لكنهم لم يُعطوا أي معلومات واضحة.
وأضاف: “أنا قلق عليها، لأننا بتنا لا نحصل على أي رد رسمي. من الممكن أن يزداد وضعها سوءا. لقد أثار غياب الشفافية العديد من إشارات الاستفهام حول العدالة وسيادة القانون”.
وقال إن العائلة لا تعرف مكان تواجد ابنتهم، التي كانت تحتل المركز الثالث في قائمة النساء العربيات الأقوى في العالم لعام 2015.
وأشار الهذلول، الذي يعيش في أونتاريو في كندا، أنه كان يعتقد في البداية، حين اعتقلت السلطات شقيقته، أنه سيتم استجوابها
وقال: “لم نفكر قط في أنه سيكون هناك معاملة وحشية وتعذيب. لم نكن نعرف كل هذا الجنون حتى تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، ثم بدأت في إعلام والدي بجميع المعلومات التي حصلت عليها حول الانتهاكات التي تتعرض لها لجين. رأينا أن يديها كانت ترتعش، ورأينا علامات التعذيب والحروق والكدمات على رجليها”.
وأكد تعرض لجين إلى للضرب والصعق بالكهرباء في كرسي، ومضايقات بشكل متكرر من رجال ملثمين يستيقظون في بعض الأحيان في منتصف الليل لينهالوا عليها بالشتائم والتهديدات.
وقال إن لجين اضطرت إلى تحمل “الاعتداء الجنسي اللفظي” و”التحرش الجنسي” على أيدي معذبيها.
وأضاف شقيق لجين: “وضع أحد المحققين ساقيه على ساقي أختي تماما كما يضع الشخص ساقيه على الطاولة. وكان يدخن ويضرب بيديه أمام وجهها”.
وجاءت تصريحات وليد الهذلول، بعد أن حث البرلمان الأوروبي الخميس الماضي، المملكة العربية السعودية على إطلاق سراح نشطاء حقوق المرأة من السجون.
ودعا البرلمان الأوروبي المملكة السعودية، إلى إلغاء نظام الوصاية ، الذي يتعين على المرأة بموجبه الحصول على إذن من ولي أمرها بشأن مسائل مثل الزواج.
وتردد أن سعود القحطاني، وهو مستشار بارز سابق لولي العهد محمد بن سلمان، كان حاضرا خلال جلسة واحدة على الأقل من جلسات الاستجواب الخاصة بالهذلول.
وسبق أن أضاف الاتحاد الأوروبي المملكة العربية السعودية إلى القائمة السوداء بشأن غسيل الأموال وتمويل الإرهاب.
وأفادت تقارير في وقت سابق، بأن القحطاني كان يشرف على تعذيب معتقلات حقوقيات. وأنه قال: “سوف نغتصبك، سنقتلك، وسنقطعك في قطع، ونضعك في نظام الصرف الصحي”.
وتزعم مصادر، أيضا، أن القحطاني لعب دورا رئيسا في الأحداث التي أدت إلى مقتل جمال خاشقجي في قنصلية المملكة في اسطنبول في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وسبق أن تمت إقالة القحطاني من منصبه، بعد قضية خاشقجي.
وأشار وليد الهذلول، إلى أن أخته تقدمت بشكوى عن تعذيبها عندما كانت في سجن ذهبان، وهو سجن ذو حراسة مشددة بالقرب من جدة، لكن الشكوى لم تمرر.
وأضاف الهذلول إنها قدمت شكوى أخرى في سجن الحائر، بالقرب من العاصمة الرياض، حيث يعتقد بأنه يتم احتجازها حاليا.
وقال الهذلول إن الشكوى قدمت في وقت مبكر من هذا الشهر، لكن الإدارة لم تصدر بعد رقما مرجعيا بالشكوى من أجل التظلم.
ولفت إلى أن وفدا من الهيئة الحكومية السعودية لحقوق الإنسان ذهب إلى زيارتها بعد نشر تقارير عن تعذيبها.