كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن سعود القحطاني المستشار السابق في الديوان الملكي لا يزال يمارس مهام غير رسمية على الرغم من إعلان طرده من منصبه وفرض عقوبات أميركية عليه لدوره الفاعل في مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في الخارجية الأميركية أنه لم ير شواهد على أن سعود القحطاني مقيد في أنشطته، وأنه شوهد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي على الرغم من حظر السفر المفروض عليه.
كما نقلت عن مسؤولين أميركيين وسعوديين أن واشنطن تضغط على السعودية لمحاسبة سعود القحطاني، في حين أن السعودية تقاوم هذه الضغوط في هذا الصدد، كما أشارت أيضا إلى أن استمرار نفوذه علامة بالنسبة للمسؤولين الأميركيين على ما يرونه استجابة سعودية غير كافية.
وكشف مسؤول سعودي للصحيفة أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لا يزال يتصل بالقحطاني طلبا للمشورة، وأنه لا يزال يصفه بمستشاره على الرغم من طرده من قبل الملك سلمان بعد أن تم إطلاعه على الأدلة التي جمعتها السلطات التركية.
وتذكر الصحيفة نقلا عن مصدر مطلع أن القحطاني يمثل بالنسبة لمحمد بن سلمان العمود الفقري للديوان الملكي، وأن الأمير أكد له أنه لن يمسه أحد وسوف يعود لمهامه عندما تنتهي القضية.
ويتهم القحطاني بالقيام بدور محوري في عملية قتل خاشقجي من خلال محاولة استدراجه للعودة إلى السعودية، ولقائه بفريق الاغتيال السعودي قبل مغادرته إلى تركيا، كما أنه أعطى الأوامر بقتله داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عن طريق تطبيق واتساب عندما رفض العودة إلى بلاده طوعا وفقا لمصادر أميركية وتركية.
وعزل القحطاني من منصبه في آخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي وتوقف منذ 23 من الشهر نفسه عن التغريد في موقع تويتر وغيّر وصف حسابه في الموقع إلى حساب شخصي.
تأثير من خلف الكواليس
من جهتها، نقلت وكالة رويترز في وقت سابق عن ثلاثة من المصادر أن القحطاني لا يزال يملي النهج الرسمي للديوان على كتاب الأعمدة وكبار الصحفيين الذين يرى أنهم قادرون على التأثير في الرأي العام، وذلك على الرغم من تركه مجموعة كان يديرها لهذا الغرض على تطبيق واتساب.
وأوضحت المصادر الثلاثة أن القحطاني يوجه الرسائل إلى الأفراد مباشرة بدل التواصل عن طريق واتساب، ويتضمن هذا التوجيه التعليمات بشأن ما تنبغي كتابته وما لا تنبغي.
وذكرت الوكالة أن مصدرا مطلعا على تقارير وتحليلات الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة قال إن الأخيرة تعتقد أن تعليمات صدرت إلى القحطاني للتواري عن الأنظار لبعض الوقت، وأن من المستبعد أن يتخلى عنه ولي العهد.
وتقول مصادر رويترز إن الحصانة التي يتمتع بها القحطاني على ما يبدو تثير مخاطر تقويض التعهدات السعودية بمحاسبة المسؤولين عن جريمة خاشقجي، كما نقلت الوكالة عن خمسة مصادر أن القحطاني واصل الظهور بشكل متكرر في الديوان الملكي، وأنه لا يزال حاضرا وحرا ومرضيا عنه، وأن الأمير محمد بن سلمان لا يزال متمسكا به ولا يبدو مستعدا للتضحية به.
تساؤلات
وقد أثار الكشف عن ظهوره في أبو ظبي تساؤلات جدية بشأن حقيقة الادعاءات السعودية بوجوده قيد التحقيق وربما رهن الاعتقال في بلاده، وعن دور الإمارات في التستر على أحد أبرز وأهم المتهمين في ملف اغتيال خاشقجي على الرغم من العقوبات المفروضة عليه أميركيا والمطالب التركية المستمرة بتسلمه.
ويرتبط القائدان الفعليان للبلدين، ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد بعلاقات وثيقة، ويقودان منذ سنوات حربا مدمرة في اليمن، كما يشتركان أيضا في قيادة وتوجيه ما تعرف بالثورات المضادة، وفي مساعي التقارب مع تل أبيب عبر ما تعرف بصفقة القرن، وفقا لمصادر متعددة.