[ الناشطة السعودية لجين الهذلول ]
أكّدت صحيفة "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها نشر الأحد، ما كشفت عنه وكالة "رويترز"، ومؤسسات حقوقية أخرى، عن الظروف غير الإنسانية التي تعيشها الناشطات الحقوقيات داخل السجون السعودية، حيث يواجهن تعذيبًا قاسيًا يشمل الصعق بالكهرباء والإيهام بالغرق، وبإشراف مباشر من سعود القحطاني، اليد اليمنى لوليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، والذي هدد ناشطة باغتصابها وقتلها.
ووثّقت الصحيفة تلك الانتهاكات بعد أن تلقّت معلومات من مسؤولين حكوميين وشخصيّات أخرى مطّلعة على أوضاع الناشطات داخل مراكز الاحتجاز، وقد أدلى هؤلاء بمعلوماتهم للجنة حقوقيّة في السعوديّة ترفع تقاريرها للعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وتحقق في عمليات التعذيب بحق النساء اللاتي زجّ بهنّ في السجون خلال حملات القمع المتوالية لبن سلمان.
وتشير الصحيفة إلى أنه تم إنشاء لجنة حقوق الإنسان المذكورة في عهد العاهل السعودي السابق، الملك عبدالله بن عبد العزيز. وقد بدأت تلك اللجنة تحقيقها بعد تقارير لـ"وول ستريت جورنال" وجماعات حقوقية ووسائل إعلامية أخرى تتحدث عن عمليات تعذيب وحشية تستهدف الناشطات اللاتي برزت كثيرات منهن كمدافعات عن حقّ المرأة في القيادة.
غير أن المسؤولين ذاتهم استبعدوا أن تفضي أعمال تلك اللجنة إلى توجيه تهم جنائيّة للمتورّطين في عمليّات التعذيب. وتعقّب الصحيفة على ذلك بأن تلك اللجنة لطالما تجنّبت تسليط الضوء بشكل علني على انتهاكات حقوق الإنسان داخل السعودية.
وقالت إحدى الناشطات، التي لا يورد التقرير اسمها، في شهادتها أمام اللجنة، إن مسؤولي الأمن صعقوا يديها بالكهرباء، واشتكت أمامهم من أن "أصابعها تشبه اللحم المشوي، متورمة وزرقاء".
وتفصّل الصحيفة أن محققي اللجنة بدؤوا بإجراء مقابلات مع بعض أبرز ناشطات حقوق المرأة في المملكة خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي في سجن ذهبان بجدة، بمن فيهم لجين الهذلول، الناشطة السعوديّة التي تصدّرت الحملة الشعبية لرفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة.
وتضيف أن ضباط الأمن السعوديين اعتدوا على الناشطات جسديًا، بما يشمل الصعق بالكهرباء، والجلد، والتحرش الجنسي، وقد نالت الهذلول النصيب الأكبر من الاعتداءات، وفقًا لمصادر الصحيفة.
وتؤكد المصادر تلك أن القحطاني نفسه أشرف على استجواب الهذلول بالذات، وهددها بـ"اغتصابها وقتلها وإلقائها في مياه الصرف الصحي"، كما تقتبس الصحيفة عن أحد الأشخاص المطّلعين على حالتها.
وتقول الصحيفة إن 8 معتقلات من بين 18 أخريات معتقلات قد تمّ توثيق تعرّضهن لتعذيب جسدي في المعتق، مضيفة أن معظم الانتهاكات وقعت في بيت ضيافة تديره الحكومة في جدة، قبل نقلهنّ لسجن عادي.
وبحسب المصادر، فإن من بين الضحايا أيضًا الناشطة عزيزة اليوسف، البروفيسورة الجامعية الستينية، وإيمان النجفان، وهي أم لثلاثة، وسمر بدوي، المعروفة بمعارضتها لولاية الرجل، والتي يقبع شقيقها أيضًا، المدوّن رائف بدوي، في المعتقل.
وخلال الأسبوع الماضي، نقلت اليوسف والنفجان والهذلول من جدة إلى سجن الحائر في الرياض، وفق معلومات الصحيفة، مرجّحة أن ذلك قد يكون مؤشرًا على اقتراب محاكمتهنّ قريبًا.
ويعقّب السيناتور الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأميري، كريس كونز، على تلك المعطيات قائلًا إن "اعتقال وتعذيب ناشطات حقوق المرأة المطالبات بحقوق متساوية في السعودية هو مثال آخر على أن القيادة السعودية الحالية لا تشاركنا قيمنا... هذا النمط من انتهاكات حقوق الإنسان غير مقبول، ومن الممكن أن تكون له عواقب على العلاقات الثنائية".