[ مسجد الشيخ زايد في أبو ظبي (رويترز) ]
قال باحث في الدراسات الإسلامية إن دولة الإمارات العربية المتحدة ضالعة في أعمال وتصرفات لا تقل إجراما وتهورا عما ترتكبه جارتها السعودية ولكن بحملة علاقات عامة أكثر فعالية.
وأضاف أسامة العزامي المحاضر في الدراسات الإسلامية بمعهد ماركفيلد للتعليم العالي البريطاني أن حكومة الإمارات ليست بأفضل من جارتها القريبة، لكن حملة العلاقات العامة التي تنتهجها تتسم بالذكاء، مما يجعل تورطها في حروب وحشية كالتي تخوضها في اليمن، أو قمعها المعارضة والحريات السياسية داخليا لا ترصدهما في كثير من الأحيان أعين المراقبين الدوليين.
وفي إطار حملة علاقاتها العامة ينعقد في أبو ظبي هذه الأيام منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الذي قصد منه أن يكون "معادلا" للمطالب العربية الثورية لأنظمة حكم تكون خاضعة للمساءلة في المنطقة، بحسب الكاتب.
وتحدث في الجلسة الافتتاحية رئيس المنتدى الداعية الموريتاني عبد الله بن بيه عن ضرورة التزام رعايا الدول الإسلامية بطاعة أولياء الأمور (أي الحكام)، واصفا المناداة بالديمقراطية في العالم العربي بأنها بمثابة إعلان حرب.
ويرى العزامي في مقال بموقع ميدل إيست آي البريطاني أن الخدمات التي يسديها بن بيه للإمارات جعلت منه أكثر الدعاة المرغوبين، ونصبته رئيسا لمجلس الإمارات للإفتاء الشرعي الذي يقدم نفسه على أنه منبر "الإسلام المعتدل".
وكلتا المؤسستين -المنتدى ومجلس الإفتاء- تمثل المرجعية الدينية للإمارات في منطقة من العالم تعتبر الدين جزءا لا يتجزأ من الحياة العامة، ويعد انخراط الإمارات في الأمور الدينية مجرد ذريعة للحفاظ على سلطتها السياسية ونفوذها في المنطقة، بحسب العزامي.
ويبدو أن شيوخ الإمارات مدركون تماما للحكمة التي نطق بها المفكر الإيطالي ميكيافيللي قبل خمسمئة عام حين قال إن "الدين أداة نافعة في يد الأمير" وفق الكاتب.
والرجل الثاني في منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بعد بن بيه هو الداعية الأميركي حمزة يوسف الذي وصفته صحيفة غارديان البريطانية يوما بأنه أكثر الدعاة المسلمين نفوذا في الغرب.
ويقول الكاتب إن كلا الرجلين لديه سجل طويل في المشاركة العامة بالأمور الدينية في الشرق الأوسط وفي الغرب على حد سواء، وكلاهما طوع بنان شيوخ الإمارات الذين يستغلون مكانتهما الدينية للترويج لمفهوم الإمارات للوسطية في المحافل الدولية.
ويضيف أنه وإثر الغضب العارم على مقتل الصحفي جمال خاشقجي الذي لفت انتباه العالم مرة أخرى صوب الغارات الجوية لطائرات التحالف السعودي الإماراتي على اليمن لاذ منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة بالصمت المطبق.
ويختتم الكاتب مقاله بأنه إذا كانت مبادرات العلاقات العامة كمنتدى تعزيز السلم التي تدعي الترويج لقيم السلام وحرية الاعتقاد تعني شيئا أكثر من كونها "تسييسا مريبا" فإن على المشاركين في مثل هذه المؤتمرات -سواء كانوا دعاة أو حكومات غربية صديقة- أن يتطرقوا للحديث عن الحقيقة الجلية التي يتم تجاهلها، وهي أن الحكومات الراعية لمثل هذه المبادرات هي غلاة المعتدين على تلك القيم.