[ الطول الإجمالي لقناة السويس بلغ 72 كيلومترا في 2015 (الجزيرة) ]
تعد قناة السويس من أهم الموارد التي تساهم في إنعاش الاقتصاد المصري، وعلى مرّ عقود شهد مشروع القناة الكثير من التطورات نظرا للأهمية الإستراتيجية التي يتمتع بها. وقد أورد الكاتب ناتشو أوتارو في التدوينة التي نشرها في مجلة "موي إنتريسنتي" الإسبانية، عشر حقائق عن هذا المشروع.
1- القناة الأطول في العالم
قناة السويس عبارة عن ممر مائي اصطناعي يربط بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وهي تختصر المسار التجاري البحري بين كل من أوروبا وآسيا دون الحاجة إلى اتخاذ طريق أطول حول القارة الأفريقية.
ويبلغ طول قناة السويس 193 كيلومترا بدءا من ميناء بورسعيد ووصولا إلى السويس، مما يجعلها أطول ممر مائي في العالم متقدمة بذلك على كل من قناة كيل الألمانية وقناة بنما.
2- الفراعنة حفروا القناة بالفعل
وأورد الكاتب أن فكرة ربط البحر الأبيض المتوسط بالبحر الأحمر ليست حديثة، بل يعود تاريخها إلى القرن العشرين قبل الميلاد، فبالعودة إلى التاريخ يتبين أن مساعي بناء ما يسمى بقناة الفراعنة يعود إلى نهاية المملكة المصرية القديمة، في حدود سنة 2181 قبل الميلاد.
وفي وقت لاحق، عمل الفرعون الثالث رمسيس الثاني على تمديد طول القناة حتى بلغت مئة كيلومتر.
3- الفرس والإمبراطور تراجان أدخلوا تحسينات على القناة
وقام الملك داريوس الأول بإنهاء إنجاز القناة وتنظيفها وصولا إلى السويس نحو سنة 500 قبل الميلاد، وقد بلغ عرض القناة حينها حوالي 45 مترا، وهو ما جعلها تتسع لمرور سفينتين في الوقت نفسه دون صعوبات، مع ممر لسحب القوارب بالحبال.
وبعد الغزو الروماني لمصر، ظلت القناة مهمشة إلى أن قرر الإمبراطور تراجان -في إطار سياسته للأعمال العامة- تجديدها وأطلق عليها اسمه، لكنها في نهاية القرن الثالث هُمشت مجددا.
4- المهندس دي لسبس.. من قناة السويس إلى قناة بنما
وأورد الكاتب أن فكرة قناة السويس أثيرت من جديد في عهد نابليون بونابرت سنة 1799، أي في العصر الحديث، لكن المشروع لم يكتمل.
وفي النهاية، نجح المهندس الفرنسي فرديناند دي لسبس -بتمويل من نابليون الثالث ابن أخت بونابرت، وبعد الحصول على الموافقة المصرية- في جعل هذا المشروع حقيقة.
واستمر بناء القناة عشر سنوات (1859-1869) على يد دي لسبس الذي كان من المقرر أن يدير لاحقا مشروع حفر قناة بنما.
5- القناة حُفرت باليد العاملة والآلات
لم تكن هناك آلات حفر في الفترة التي تزامنت مع انطلاق عملية حفر القناة، وكانت تنفيذ الأعمال يدويا، لذلك تم توظيف الفلاحين من الطبقات الاجتماعية المتواضعة في جميع أنحاء مصر رغما عنهم، وقد توفي ما بين عشرة آلاف ومئة ألف فلاح بسبب الظروف غير الصحية.
وفيما بعد، توفرت بعض آلات الحفر، وتم حفر أكثر من خمسين مليون متر مكعب خلال سنتين.
6- افتتاح قناة السويس
وافتتحت قناة السويس رسميا بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني 1869، بعد تجربة العديد من الرحلات البحرية منذ سنة 1867.
وكانت تكاليف الذكرى السنوية لافتتاح قناة السويس باهظة للغاية، حيث زُينت نحو أربعين سفينة بشكل مترف، وحملت على متنها ممثلي السلطات من جميع أنحاء العالم برئاسة الإمبراطورة أوجيني دي مونيتو، انطلاقا من ميناء بورسعيد إلى السويس.
7- السيطرة البريطانية على القناة
عرض الخديوي إسماعيل الأسهم المصرية في قناة السويس للبيع من أجل تسديد الديون الخارجية المتراكمة في ذمة الدولة، وقد تمكن رئيس الوزراء البريطاني بينجامين دزرائيلي من شراء الأسهم المصرية خلال مناورة بارعة وسريعة للغاية.
وكانت بريطانيا تطمح إلى السيطرة على موقع القناة الإستراتيجي، وهو ما سيمكن الإمبراطورية البريطانية من الوصول في وقت قياسي إلى الهند، وقد ضمنت هذه الصفقة لبريطانيا الهيمنة لمدة سنوات على التجارة بين المحيطين.
8- تأميم القناة وحروب القرن العشرين
أصدر الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر قرارا بتأميم قناة السويس في يوليو/تموز 1956 لدفع تكاليف بناء سد أسوان، ردا على رفض الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تمويل المشروع.
وقد أثار هذا القرار سخط أكثر القوى المستفيدة من القناة، وهما بريطانيا وفرنسا، وهو ما أدى إلى العدوان الثلاثي على مصر، أو ما يسمى بحرب 1956، وتمثل رد الفعل المصري في إغراق أربعين سفينة في القناة.
9- أقصى السويس
وبين الكاتب أن السفن التي تمر عبر قناة السويس لها بعض المواصفات، على غرار أن يكون ارتفاع جسم السفينة نحو عشرين مترا، بالإضافة إلى أن الحمولة القصوى لهذه السفن تبلغ 240 ألف طن، ولا يتجاوز ارتفاعها 68 مترا، والجدير بالذكر أن السفن التي تتمتع بهذه المواصفات تسمى بأقصى السويس، وهو الاسم المشار إليه بشكل شبه حصري في ناقلات النفط.
10- افتتاح تفريعة جديدة للقناة سنة 2015
تم تدشين قناة السويس الجديدة في صيف سنة 2015، ويبلغ الطول الإجمالي لهذه القناة 72 كيلومترا، وقد انتهت الحكومة المصرية من بنائها في غضون سنة واحدة، ويهدف هذا المشروع إلى إضافة قناة جديدة موازية للقناة القديمة، وبالتالي يمكن مرور السفن العملاقة عبر ممرين مختلفين.