اختارت نقابة الصحفيين التونسيين أن تستقبل ولي العهد السعودي بطريقتها الخاصة وتعبر عن موقفها الرافض للزيارة، حيث علقت مساء الأحد على جدران بنايتها بتونس العاصمة صورة عملاقة لابن سلمان وهو يحمل منشاره الكهربائي.
النقابة أرفقت الصورة بعبارة :" لا لتدنيس أرض تونس الثورة" وهي التي تستعد غدا لعقد ندوة صحفية دعت لها مئات الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني ومنظمات حقوق الانسان، لبحث آليات التحرك الميداني والإعلامي ضد زيارة ولي العهد السعودي.
وسبق للمستشار السياسي لرئاسة الجمهورية نور الدين بنتيشة أن صرح عبر وسائل إعلام محلية بأن "محمد بن سلمان مرحب به في تونس وبأن الدبلوماسية التونسية لاتخضع للمشاعر والأحاسيس"، في تعليق له على دعوات بمنع الزيارة.
واعتبر عضو المكتب التنفيذي لنقابة الصحفيين محمد اليوسفي في حديثه لـ"عربي21" أن اللافتة التي تصدرت مقر نقابة الصحفيين رسالة مضمونة الوصول لكل أعداء الحرية والطغاة المستبدين والمحاربين لحرية الصحافة والتعبير في العالم العربي.
وأضاف " هي شكل من أشكال التعبير السلمي والمدني المتحضر للتعبير عن موقف رافض لشخصية لا تشرف الثورة التونسية ولا مبادئ الديمقراطية فيها وتلاحقه تهمة اغتيال صحفي سعودي لا يملك سوى قلمه الأعزل بوجه النظام ".
اليوسفي كشف أن الندوة الصحفية التي ستعقدها النقابة بالتعاون مع منظمات حقوقية ومدنية الاثنين، ستوحد الموقف التونسي الرافض لزيارة بن سلمان وتقول له بصوت واحد " لا أهلا ولا سهلا بك في أرض تونس الثورة".
وسبق أن أعلنت نقابة الصحفيين في تونس، رفضها لزيارة ابن سلمان ووجهت نداءها إلى الرئيس السبسي في بيان اطلعت عليه "عربي21": "فوجئت النقابة الوطنيّة للصحفيين التونسيين، كأغلبية الشعب التونسي، بتأكيد زيارة ابن سلمان إلى بلادنا، الأسبوع المقبل، فيما بدأ جولةً الهدف منها تبييض سجله الدّامي، على خلفية تورطه ونظام الحكم في بلاده في جرائم بشعة تمس حقوق الإنسان".
وتابعت بأنه "آخر جرائمها جريمة اغتيال الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، حيث تشير تقارير دولية إلى تورط ابن سلمان نفسه في هذه الجريمة النّكراء".
ومن المتوقع أن تشهد تونس احتجاجات على زيارة ابن سلمان، الذي يقوم بجولته الأولى، التي بدأها أمس الخميس بزيارة الإمارات، وتشمل بلدانا عدة من بينها تونس منذ اغتيال خاشقجي الشهر الماضي في القنصلية السعودية في إسطنبول.
ويتهم ابن سلمان بالتورط مباشرة بقتل خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية في 2 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وتزداد الضغوطات على السعودية بتقديم جميع المتورطين بالقضية للعدالة.