تفاعلت قضية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول، أمس، مع الكشف عن تفاصيل نشرتها وسائل إعلامية تركية حول أجزاء من تسجيلات صوتية لما جرى في القنصلية السعودية في إسطنبول، في الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وأشارت التسجيلات إلى أن أربعة أشخاص من فريق الاغتيال استقبلوا خاشقجي في أحد أقسام القنصلية مختص بالمعاملات الإدارية، وجذبه أحدهم من يده.
وقد اعترض خاشقجي على الشخص الذي جذبه قائلا «من تظن نفســـك ولماذا تفعل هذا؟»، ثم حدث شجار وصراخ، قبل أن يؤخذ إلى قسم مختص بمعاملات منح التأشيرات.
وأوضحت التسجيلات أنه بمجرد دخول خاشقجي باشره أعضاء الفريق بالشتائم، وقال له ماهر عبد العزيز المطرب – أحد الحراس الشخصيين لولي العهد السعودي- بأن صرخ في وجهه «يا خائن جاء يوم حسابك»، ليبدأ ضربه وتعذيبه قبل أن تبدأ عملية القتل.
ورصدت التسجيلات وجود ثمانية أصوات، تم التعرف منها على ماهر المطرب والقنصل السعودي محمد العتيبي، إضافة إلى صوت خاشقجي.
وتحدثت التسجيلات أيضا عن بعض ما جرى بعد عملية القتل، حيث قالت إن حوارا دار بين مصطفى المديني (الشخص الذي أوكلت له مهمة ارتداء ثياب خاشقجي والخروج من مبنى القنصلية) وعنصر آخر، قال فيها المديني «إنه لأمر مرعب ومخيف أن أرتدي ثياب شخص قتلناه قبل دقائق»، بعدها باشر بارتداء ثياب خاشقجي فوجد أن حذاءه لا يناسب قدمه، فأشار من كان معه في الغرفة إلى أن يرتدي حذاء رياضيا، وأن هذا لن يلفت انتباه أحد، وبعد ارتدائه الحذاء خرج من الباب الخلفي، وأجمع الفريق حينها -بحسب التسجيلات- على أنه يشبه خاشقجي بشكل كبير.
وفي السياق، اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن علاقات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بمستشار البيت الأبيض، جاريد كوشنر، فضلا عن صفقات السلاح، هي السبب وراء موقف الرئيس دونالد ترامب من قضية مقتل الصحافي جمال خاشقجي.
وجدد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام هجومه على بن سلمان على خلفية القضية. وفي مقابلة في برنامج على قناة أن بي سي الأمريكية، وصف غراهام بن سلمان بأنه «معتوه وغير عقلاني وكرة مدمرة في الشرق الأوسط».
إلى ذلك، وفي تطور يعكس مدى تدهور العلاقات بين ألمانيا والسعودية، قررت برلين وقف جميع صادرات الأسلحة للسعودية على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي على أيدي سعوديين في القنصلية السعودية في إسطنبول.
وأشارت وزارة الاقتصاد الألمانية، في بيان، إلى أن قرار مجلس الوزراء يفرض حظرا على تقديم تراخيص جديدة لتصدير الأسلحة إلى الرياض، كما يوقف سريان التراخيص التي تم منحها سابقا، بحسب ما نشرت صحيفة «فيلت» الألمانية. وأوضح البيان أنه «لن يتم تسليم أية أسلحة إلى المملكة العربية السعودية».
فيما شمل القرار أيضا إعداد قائمة سياسية سوداء لمسؤولين سعوديين لمنعهم من دخول الأراضي الألمانية، وهو ما يعد أول إجراء أوروبي ملموس للبدء بعقوبات ضد الحكومة السعودية.