[ هيات: لماذا منشار عظام لعملية خطف يا صاحب السمو؟ (رويترز) ]
"لماذا منشار عظام لعملية خطف يا صاحب السمو؟" هذا سؤال ينبغي أن يطرح على ولي العهد السعودي كلما سنحت الفرصة، حسب مقال بصحيفة واشنطن بوست الأميركية.
يقول محرر افتتاحيات صحيفة واشنطن بوست في بداية هذا المقال إن على كل من يقابل ولي العهد السعودي أن يقول "أشكركم صاحب السمو على هذه المقابلة.. لكن لماذا يُجلب منشار عظام لعملية خطف؟".
وأضاف فريد هيات أنه ينبغي كذلك استجواب الرئيس الأميركي دونالد ترامب وكذلك أعضاء فريقه الذين "يتوقون حتى الآن إلى أن يظلوا مجرد إكسسوارات بعد مقتل جمال خاشقجي".
وما دام السعوديون، حسب قوله، بمن فيهم مدعيهم العام قد تراجعوا عن فريتهم المتناقضة منذ أسابيع، يجب أن يطرح السؤال التالي على ترمب: لماذا تصر على المساعدة في هذه الجريمة؟
وتساءل الكاتب عما إذا كانت أميركا كبلد مرتاحة لحليف يستدرج صحفيا يعيش في شمال فرجينيا إلى ما ينبغي أن يكون ملاذا آمنا لغرض الاغتيال والتقطيع، ومن ثم يكذب بكل وقاحة وسخافة حول هذا الأمر.
ورد هيات على تساؤله قائلا "بالنسبة إلى ترامب، يبدو أن الإجابة هي نعم، نحن مرتاحون لما جرى، وبالنسبة لوزير الخارجية مايك بومبيو، الأمر عادي، أما مستشار الأمن القومي جون بولتون فلا يبدو معنيا بالموضوع".
وطرح الكاتب السؤال نفسه على زعيم الأغلبية بمجلس الشيوخ ميتش ماكونيل ورئيس مجلس النواب بول ريان قائلا هل أنتما مرتاحان لما حصل؟ هل توافقان الكونغرس على هذا التستر؟ قائلا إن لدى الكونغرس بدائل أخرى.
واستطرد الكاتب في سرد قصة خاشقجي الذي كان يفترض أن يصبح عمره 60 عاما في 13 من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وكيف أنه دخل قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من الشهر المذكور للحصول على وثائق مدنية وترك خطيبته خارج القنصلية ولم يُر بعد ذلك.
وأضاف قائلا إن "نظام ولي العهد محمد بن سلمان قال لصحيفة واشنطن بوست وللكونغرس وللعالم كله إن خاشقجي غادر القنصلية بعد فترة قصيرة من دخوله".
وعند سؤال السعوديين عن شريط الفيديو الذي يظهر مغادرته، تذرعوا بأن الكاميرات لا تعمل، وعندما طلبت منهم الأوراق التي جاء لتوقيعها لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد، على حد تعبيره.
ولم يكن ليعلم عنه شيء لو أن الأتراك لم ينشروا صور الفريق الذي اغتاله ويثبتوا أن لديهم شريطا لتفاصيل قتله، بل إنهم كانوا كشفوا منذ البداية أن من بين الفريق خبيرا في الطب الشرعي وأنه كان يستمع للموسيقى وقت تقطيعه لجثة خاشقجي.
وتحدث الكاتب عن الروايات السعودية المختلفة التي تتالت طارحا من جديد السؤال لماذا أرسل فريق من 15 شخصا لتقديم دعوة للعودة وحتى لو كان يريد إعادته بالقوة، فلماذا جلب معه منشار عظام؟ ومضيفا سؤالا آخر أين جثة خاشقجي؟
وخرج الكاتب باستنتاج مفاده أنه لا يعتقد أن لدى أي عضو في حكومة الولايات المتحدة أدنى شك في أن مهندس هذه الجريمة كان ولي العهد، مثلما خلصت لذلك وكالة المخابرات المركزية، وأن أقرب المقربين منه هم من نفذوا العملية ولم يكونوا ليجرؤوا على التصرف دون علمه، حسب الكاتب.
وأضاف أن محمد بن سلمان يراهن على أن بإمكانه جعل ترامب وبومبيو وبولتون يبتلعون قصته الخيالية المخزية ويبدو حتى الآن أن رهانه لا يزال في محله.
لكن هذا لا يعني، حسب هيات، أن على الباقين منا مسايرة ذلك، واختتم مقاله بالسؤال الذي ابتدأه به، لماذا منشار للخطف يا صاحب السمو؟