[ القيمة السوقية لأرامكو تبلغ تريليوني دولار (رويترز) ]
توقع الكاتب في صحيفة "صباح" التركية طه داغلي أن تقدم المملكة العربية السعودية تضحيات كبيرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب إذا ثبت تورطها في ملف "اختطاف وقتل" الإعلامي السعودي جمال خاشقجي.
ورأى داغلي -في مقال نشرته الصحيفة المقربة من الحكومة التركية اليوم الأحد- أن هناك إمكانية لأن تضحي الرياض بشخصية كبيرة تحملها مسؤولية "الاغتيال" وتقدمها إلى المحكمة الجنائية الدولية.
ولم يستبعد الكاتب أن تسرع السعودية بطرح شركة النفط "أرامكو" -التي تبلغ قيمتها السوقية تريليوني دولار- للاكتتاب العام في بورصة نيويورك "فداء لرقبة المسؤول الحقيقي عن قتل خاشقجي".
وأكد أن على الرياض في حال رفضت التعاطي مع هذا الموضوع أن تستعد لعقوبات ثقيلة من ترامب قد تطال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان نفسه.
وكانت السعودية قد أبدت قلقها من طرح "أرامكو" في بورصة نيويورك، وعبرت عن مخاوف تتعلق بتعريض الشركة لمخاطر مرتبطة بالتقاضي والمسؤولية القانونية في حال تم ذلك.
وكان الرئيس الأميركي قد أكد في مقابلته الأخيرة مع برنامج "ستون دقيقة" لقناة "سي بي أس" الأميركية أنه لن يبادر إلى فرص عقوبات تشمل حظر بيع السلاح للمملكة، وربط بشكل مباشر بين قضية خاشقجي باعتباره "غير أميركي" وبين الـ110 مليارات دولار التي تدفعها السعودية إلى واشنطن لشراء السلاح.
وقال ترامب إن تلك الاستثمارات تضخ وظائف ومناصب للأميركيين، وإن الرياض ستشتري احتياجاتها من السلاح من مصادر أخرى كالصين وروسيا في حال تعرضت للعقوبات الأميركية.
ومنذ وصوله إلى سدة الحكم في البيت الأبيض وقع الرئيس الأميركي صفقات سلاح مع السعودية بقيمة تبلغ خمسمئة مليار دولار، بينها استثمارات لدى الجيش الأميركي بقيمة 350 مليارا.
وتشكل الولايات المتحدة الأميركية وحدها مصدرا لـ60% من السلاح الذي تشتريه السعودية منذ العام 2013، كما يمثل السلاح الأميركي الذخيرة الأساسية للقوات السعودية التي تقاتل جماعة الحوثي في اليمن منذ العام 2015.
ورغم أهمية تجارة السلاح التي تجذب بشكل خاص ما سماه الكاتب "عقل التاجر" في البيت الأبيض فإن واشنطن ترى أن السعودية مهمة أيضا لها كركيزة كبيرة في منطقة الشرق الأوسط.
وقال داغلي في مقاله إن ترامب ينظر إلى السعودية باعتبارها مهمة للمثلث الذي يجمع بلاده بكل من الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل.
وذهب إلى أن واشنطن تعتبر السعودية مصدرا لتمويل صفقة القرن ومنحها الشرعية في المنطقة، ومصدرا للتمويل اللازم لإعلان القدس عاصمة لإسرائيل.
وفي اتجاه آخر، شكك داغلي في توجه الأوروبيين إلى فرض عقوبات على صفقات السلاح للرياض إذا ثبت أنها "مذنبة" في ملف اغتيال خاشقجي الذي اختفت آثاره داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، قائلا إن الأوروبيين باعوا السلاح قبل ذلك إلى الرئيس الليبي معمر القذافي ولصدام حسين في العراق.