تواصل السلطات السعودية تنفيذ حملات الاعتقال بحق النشطاء ورجال الدين والأكاديميين والخبراء الاقتصاديين، وذلك باعتقالها إمام الحرم المكي الشيخ صالح آل طالب، بحسب ما ذكر حساب "معتقلي الرأي" على موقع "تويتر".
وكتب الحساب، المهتم بملف المعتقلين في السعودية: "تأكد لنا خبر اعتقال إمام الحرم الشيخ الدكتور صالح آل طالب، وأنباء أن سبب الاعتقال هو خطبة له عن المنكرات ووجوب إنكارها على فاعلها".
ويُعدّ آل طالب، الذي يعمل قاضيا في المحكمة الجزئية بمكة المكرمة أيضاً، من التيار الديني الموالي للأسرة الحاكمة، لكن الانتقادات التي وجهها لسياسة ولي العهد محمد بن سلمان في خطبته جعلته عرضة للاعتقال برغم رمزية منصبه.
وكانت السلطات السعودية قد اعتقلت أيضاً خلال الأيام القليلة الماضية الخبير الاقتصادي والمستشار السابق لشركة "أرامكو" النفطية الحكومية، برجس البرجس، وذلك على خلفية انتقاداته المتكررة للسياسة الاقتصادية للحكومة، وتبنيها نموذجا اقتصاديا يستهدف رفع الضرائب وخفض الدعم عن المواطنين، لينضم بذلك إلى الخبير الاقتصادي عصام الزامل، الذي ألقي عليه القبض في بداية حملة الاعتقالات.
كما اعتقلت السلطات، وفقاً لحساب "معتقلي الرأي" أيضاً، علي بن عبار الزعل، أحد شيوخ قبيلة شمر الممتدة بين شمال السعودية والعراق وسورية والكويت، بعد نشره تغريدات انتقد فيها أمراء الأسرة الحاكمة، وتحدث فيها عن نواف طلال الرشيد، أحد أمراء قبيلة شمر الذين اعتقلتهم السلطات السعودية بعد تسلمه من الكويت قبل شهور.
وكان حساب "معتقلي الرأي" قد تحدث، أخيراً، عن ورود معلومات تفيد بإجراء السلطات السعودية محاكمات سرية للسجناء الذين تم اعتقالهم في مطلع شهر سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، ضمن الحملة التي يشنها محمد بن سلمان، وأجهزته الأمنية ضد "تيار الصحوة"، أكبر التيارات الدينية في البلاد، ونتج عنها اعتقال مئات الأكاديميين والسياسيين والاقتصاديين والنشطاء، من بينهم الدكتور سلمان العودة والدكتور عوض القرني والدكتور سفر الحوالي، والخبير الاقتصادي عصام الزامل، والباحث الإسلامي عبد الله المالكي.
ولم توجه السلطات أي تهم إلى المعتقلين، كما أنها لم تعلن عن أماكن سجن كثر منهم، أو عن عقد أي محاكمة سرية أو علنية، وسط أنباء متواترة تفيد بوفاة الشيخ سلمان الدويش، أحد معتقلي "تيار الصحوة" تحت التعذيب في السجن.
وكان معارضون سعوديون قد قالوا إن السلطات قامت بتسجيل عدد من الاعترافات التي انتزعت تحت التعذيب على "قناة 24" المملوكة لرجال أعمال موالين للاستخبارات السعودية، لكن هذه الاعترافات لم تعرض بعد لأسباب مجهولة.