[ الرزاز كان خبيراً لدى البنك الدولي ]
كلف ملك الأردن عبدالله الثاني الدكتور عمر الرزاز برئاسة الوزراء خلفا لهاني الملقي الذي قدم استقالته اليوم الإثنين.
قد يتساءل غير العارفين بمسار الرزاز عن أسباب اختياره لهذا المنصب في وقت تشهد فيه البلاد احتجاجات واسعة النطاق منذ أيام أطاحت الملقي من قيادة الحكومة الأردنية. كما يقول كثيرون أيضا إن رئاسة الحكومة الأردنية بحاجة، في الظروف الحالية، إلى اقتصادي مخضرم قادر على التعامل مع الملفات الاقتصادية الصعبة والحالة المالية المعقدة التي تمر بها بها البلاد، وقادر أيضا على التفاوض مع المؤسسات المالية الدولية وفي مقدمتها صندوق النقد الدولي.
تساؤلات تجد تبريرها في كون الرزاز كان يشغل منصب وزير التربية والتعليم في حكومة هاني الملقي المستقيلة ولم تكن له علاقة بالملفات الساخنة وآخرها الإضرابات، لكن الحقيقة أن الرزاز خبير اقتصادي دولي من الدرجة الأولى ولد في مدنية السلط، وهو نجل السياسي المعروف منيف الرزاز الذي كان أميناً عاماً لحزب البعث العربي الاشتراكي، لكن رئيس الوزراء الأردني لا ينتمي إلى نفس المدرسة السياسية التي ينتمي لها والده.
فقد تولى مناصب سابقة في البنك الدولي قبل أن يصبح عضوا في الحكومة الأردنية ووزيرا للتعليم بها منذ عام 2017 حتى تكليفه اليوم بتشكيل حكومة جديدة.
وجاء تعيين الرزاز المعروف بانخراطه في صفوف التيار المدني على خلفية الاحتجاجات الشديدة التي شهدتها الأردن خلال الأيام الماضية رفضا لتعديل قانون الضريبة على الدخل ورفع الأسعار في ظل حكومة هاني الملقي.
عمل الرزاز من خلال البنك الدولي في العديد من دول العالم منها روسيا وأوزبكستان وتركمنستان وإستونيا وروسيا البيضاء ومقدونيا وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار وأفريقيا الوسطى والسعودية واليمن وإيران ولبنان والأردن.
وقبل عودته إلى الأردن، شغل الرزاز منصب مدير مكتب البنك الدولي في لبنان (2002-2006)، وتشمل خبرته في البنك الدولي مجالات تنمية القطاع الخاص وتمويل البنية التحتية.
كما رأس سابقا مجلس إدارة البنك الأهلي الأردني، ورئاسة الفريق الفني الأردني لإعداد الاستراتيجية الوطنية للتشغيل، ومديراً عاماً للمؤسسة العامة للضمان الاجتماعي في الفترة من 2006-2010، كما كان مديرا عاما سابقا للبنك الدولي في واشنطن وبيرو.
وشغل الرزاز أيضا موقع رئيس لجنة تقييم التخاصية (الخصخصة)، ورئيس مجلس الأمناء في صندوق الملك عبد الله الثاني للتنمية ورئيس منتدى الاستراتيجيات الأردني، وقاد الرزاز الفريق الوطني المسؤول عن إعداد استراتيجية التوظيف الوطنية 2011-2012.
وفاز الرزاز بالجائزة العربية للعلوم الاجتماعية لعام 2012 التي يمنحها المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، عن بحث بعنوان " الطريق الصعب نحو عقد اجتماعي عربي جديد: من دولة الريع إلى دولة الانتاج".
وكان الرزاز أستاذا مساعدا في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في برنامج التنمية الدولية وبرنامج التخطيط الإقليمي، وهو حاصل على درجة الدكتوراه من جامعة هارفارد في التخطيط بتخصص فرعي في الاقتصاد، ودرجة ما بعد الدكتوراه من كلية الحقوق بجامعة هارفارد، كما حصل على درجة الماجستير في التخطيط الحضري والإقليمي من جامعة مونتانا الأميركية.
ورئيس الوزراء الأردني الجديد عضو في العديد من مجالس إدارة المنظمات الخاصة والمنظمات غير الربحية ولديه عدد من المنشورات في المجلات المحكّمة.