قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن الكرملين يريد من سورية أن تعد لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية وإن موسكو على استعداد لتقديم دعم جوي للجيش السوري الحر.
وتمثل تصريحات لافروف تحولاً كبيراً في موقف روسيا وتأتي في أعقاب اجتماع في فيينا الجمعة مع الولايات المتحدة والمملكة وتركيا لمناقشة حل سياسي للأزمة في سورية.
وقال لافروف للتلفزيون الرسمي الروسي «لا يمكن لأطراف خارجية أن تحدد أي شيء للسوريين. ينبغي أن نجبرهم على أن يضعوا خطة لبلادهم يتم بموجبها حماية مصالح كل مجموعة دينية وعرقية وسياسية بعناية.» وتابع قوله: «بالطبع يتعين عليهم الإعداد لانتخابات برلمانية ورئاسية.» وذكر أنه شعر بأن دولاً أخرى بدأت أخيراً تفهم الوضع في سورية بشكل أفضل رغم استمرار التصريحات المعادية للرئيس بشار الأسد في تحول قال إنه يمنح موسكو الأمل بأن العملية السياسية هناك قد تتحرك قدما في المستقبل القريب وأضاف أن بلاده على استعداد أيضا لتقديم الدعم الجوي للجيش السوري الحر إذا ساعدتها الولايات المتحدة على تحديد مكان ما سماه «المعارضة الوطنية». وقال إن استمرار رفض واشنطن تنسيق حملتها في سورية مع موسكو «خطأ كبير».
في شأن متصل كشفت مصادر سورية أن التحوّل في موقف الرئيس السوري بشّار الأسد من إيران واتجاهه إلى الرهان على روسيا بدأ قبل نحو سنة تقريبا وذلك عندما بدأت القيادة الإيرانية تربط المساعدات التي تقدمها لنظامه بشروط معيّنة.
وذكرت انباء صحافية عن المصادر، التي لم يتم تسميتها، قولها إن الأسد، الذي كان يعتقد أن إيران مضطرة لمساعدة نظامه نظرا إلى العلاقة الاستراتيجية التي أقامها معها وإلى رعايته التامة ل(حزب الله) وسماحه حتّى بحملات التشييع في سورية، فوجئ بمطالب إيرانية لا يبدو أنه مستعد للقبول بها.
ومن بين هذه المطالب ربط استمرار المساعدات المالية والعسكرية والتموينية، بحصول إيران على ضمانات في شكل عقارات مختلفة تقدر قيمتها بنحو ستين مليار دولار يتم تحويل ملكيتها لشيعة لبنانيين وعراقيين، يعملون لمصلحة إيران، ويشكّلون غطاء لها.
وقالت المصادر ذاتها: إن عوامل أخرى ساهمت في جعل الأسد يتجه إلى موسكو ويضع كلّ بيضه في سلّتها ، مشيرة إلى أن الضباط العلويين عبروا عن امتعاضهم من التواجد الإيراني المكثف بصفة مستشارين أولاً ومن ثم قادة لوحدات من «المتطوعين» من الحرس الثوري وقوات عراقية وأفغانية بالإضافة إلى حزب الله.