على وقع الهتافات ودوي قرع النحاس، استقبل آلاف السودانيين، الأحد، الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، وعقيلته والوفد المرافق لهما.
وكان لافتا دوي قرع النحاس؛ إذ يعد ذلك من التراث السوداني، تعبيرا عن إعلان لأمر مهم أو نداء لحادثة تحتم اجتماع الناس والاستجابة السريعة.
كما وقف راكبي الإبل على جانبي الطريق تحية للرئيس التركي الذي يزور البلاد لأول مرة منذ استقلال السودان سنة 1956.
واصطّف آلاف السودانيين على جانبي الطريق، عند المخرج الشمالي لمطار الخرطوم (وسط)، منذ وقت مبكر.
وكانوا يرددون هتافات من قبيل: “القدس يا أردوغان.. النصرة من السودان”، و”أردوغان قائد وأمام .. أردوغان رمز الإسلام”.
وبرز لدى المستقبلين هتاف “أردوغان خطوة للأمام”، في إشارة إلى مواقفه من المسجد الأقصى ومدينة القدس، بعد القرار الأمريكي.
هذه الهتافات ظلت تصدح على مدار ساعتين في انتظار موكب الرئيس التركي.
وقال بعضهم في أحاديث منفصلة لمراسل الأناضول، إن “كل هتاف يعني لهم موقفا سياسيا مثله الرئيس التركي”.
وشارك عشرات الأتراك المقيمين في السودان، وبعض من الجنسيات العربية، في استقبال الرئيس.
وازدان الشارع المؤدي إلى القصر الجمهوري السوداني، بمئات اللافتات التي تحمل صورة أردوغان.
وقال المواطن محمد سعيد (62 عاماً)، للأناضول: “خرجت اليوم لاستقبال أحد أبطال الأمة الإسلامية”.
وأضاف: “أردوغان يقود الحملة لحماية القدس من اليهود، لذلك أتيت لأعبر عن تقديرى لموقفه المشرّف خلافا لكثير من القادة”.
وتفاوتت أعمار المشاركين وفئاتهم؛ من الطلاب والنساء والشباب والشيوخ.
وحرصت اتحادات مهنية ومؤسسات على وضع لافتات ترحيبة ضخمة بالرئيس الضيف.
ورفع مشاركون من الاتحاد المهني العام لأساتذة الجامعات والمعاهد العليا السودانية (غير حكومي)، لافتة كبيرة كُتب عليها: “نرحب بقائد نهضة تركيا والزعيم الإسلامي الكبير في وطنه السودان أرض الحضارات والنيل العظيم”.
بدا المواطن التركي، “انول روزمليه” (صاحب شركة في السودان) سعيدا بزيارة رئيس بلاده.
وقال للأناضول: “أتمنى أن تسهم الزيارة في تحسين العلاقات بين البلدين، ليعم الخير والنماء على الشعبين”.
وأضاف: “أرجو أن تناقش الزيارة قضية (المسجد) الأقصى وفلسطين، وأن يُتخذ بشأنها مزيد من المواقف التى تحمي القدس″.
وخرج أولا موكب عقيلة الرئيس التركي، أمينة أردوغان، وعلا معه صوت الهتافات وزغاريد النساء، اللواتي رددن “مرحبا مرحبا بأردوغان”.
ولدى خروج موكب الرئيس التركي، علت الهتافات: “أردوغان رمز الإسلام”، “أردوغان.. قائد وإمام”، وسط تصفيق وتكبير وتهليل وزغاريد.
وأقام الرئيس السوداني عمر البشير، مراسم استقبال رسمية، لنظيره التركي، لدى وصوله أرض البلاد.
ويعتبر السودان المحطة الأولى من جولة أردوغان الإفريقية، التي تستمر من 24 وحتى 27 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وتشمل تشاد وتونس.