[ ترامب ومحمد بن سلمان ]
تناولت صحف أميركية أزمة التوتر المتصاعد بين السعودية وإيران وحليفها حزب الله اللبناني عقب استقالة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في الرياض، وقالت إحداها إن السعودية لا تمتلك خطة لمواجهة إيران.
فقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا للكاتب إيميل حكيم قال فيه إن المزيج عندما يتألف من القوة والطموح والقلق فقد يكون مزيجا خطيرا يشبه المتفجرات، وأضاف أن هذه العناصر الثلاثة مجتمعة لدى ولي العهد السعودي الأمير الشاب محمد بن سلمان في الوقت الحاضر.
وأضاف أن ولي العهد السعودي يسعى لمواجهة النفوذ الإيراني الذي تمضي طهران في بسطه في العراق وسوريا ولبنان واليمن ومناطق أخرى في الشرق الأوسط.
وأشار إلى أن الرئيس الإيراني حسن روحاني تفاخر الشهر الماضي عندما صرح بأنه لا يمكن اتخاذ أي إجراءات حاسمة في العراق أو سوريا أو لبنان أو شمال أفريقيا أو منطقة الخليج دون موافقة إيران.
نفوذ إيران
وقال الكاتب إن إيران قد تكون تسيطر بشكل تام على العراق وسوريا ولبنان، ولكنها تبسط نفوذها في هذه الدول عبر وكلائها، الأمر الذي يجعل طهران تقرر سياسات هذه الدول وتقرر نتائج المعارك التي قد تجري في ساحاتها.
وتحدث الكاتب عن بعض السياسات غير المدروسة التي تتخذها السعودية ومن بينها دعمها لنظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لكن الرئيس المصري استأنف العلاقات مع رئيس النظام السوري بشار الأسد.
وأضاف أن السيسي رفض كذلك ضغط السعودية لتصعيد التوتر مع إيران، وأنه سبق له أن رفض أيضا إرسال قوات إلى اليمن لمحاربة جماعة الحوثي المدعومة من طهران.
واستدرك الكاتب بأن السعودية نجحت في تعزيز العلاقات مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقال إن أهداف الرياض وواشنطن تتلاقى عندما يتعلق الأمر بطهران، ولكن هذا التلاقي لا يشكل إستراتيجية مشتركة.
سخط لبناني
وأضاف الكاتب أن التنافس بين السعودية وإيران مبني في الأصل على القدرة والكفاءة، وقال إن لدى طهران شبكات من الوكلاء والخبرة والصبر الإستراتيجي المطلوب للقتال وللفوز بالحروب بالوكالة، وذلك بتكلفة قليلة مع الكثير من الإنكار الخبيث.
ولكن السعودية لا تمتلك أيا من هذه الأشياء الهامة، ولذلك فإن السعي السعودي للتغلب على إيران في هذه اللعبة يعتبر أمرا خطيرا ومكلفا.
وقال إن إيران أثبتت أيضا أنها تقف مع أصدقائها وحلفائها إلى آخر المطاف سواء في الظروف الجيدة أو السيئة، لكن السعودية ليس لديها هذا الثبات، ومثال ذلك تخليها عن الثوار السوريين المناوئين للنظام السوري، ونفس الشيء بالنسبة لزعماء القبائل العراقيين والسياسيين اللبنانيين.
وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة وول ستريت جورنال إلى أن السُّنة في لبنان ساخطون على حليفتهم السعودية، وذلك في أعقاب استقالة الحريري في الرياض وما صاحبها من جدل وغموض وتداعيات.
وأضافت أن استقالة الحريري أدت إلى أزمة سياسية داخل لبنان نفسه، الأمر الذي أخل بالتوازن الهش في السلطة التي تتقاسمها البلاد بشكل طائفي.
وأوضحت أن هذه الأزمة التي بدأت تعصف بلبنان تأتي في وقت يتصاعد فيه الصراع الإقليمي بين السعودية وإيران.
وأشارت إلى تولي سعد الحريري رئاسة الوزراء في لبنان أواخر العام الماضي للمرة الثانية، وقالت إن السعودية كانت تعرب عن أملها في أن تتمكن كتلة الحريري السنية من كبح نفوذ حزب الله اللبناني الشيعي، لكن شيئا من هذا لم يحصل.
وأضافت أن السعودية علقت العام الماضي ما قيمته 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية المخططة للبنان، وذلك ردا على ما وصفتها بهيمنة حزب الله على الحكومة اللبنانية.