غادر نجم كرة القدم السورية، فراس الخطيب، نادي الكرامة، بمسقط رأسه مدينة حمص، في العام 2002، ليبدأ مشواره الاحترافي في الكويت، وتحديدا مع فريق النصر، رغم أن عمره لم يكن يتجاوز حينها الـ19 عاما.
فراس الخطيب، الذي صال وجال في الملاعب الكويتية، مع العربي، والقادسية، والكويت، والسالمية (حاليا)، بقي صاحب الشعبية الأكبر لجميع السوريين، إلى غاية اندلاع الثورة.
الخطيب الذي خاض تجارب احترافية في قطر مع أم صلال والأهلي، وفي العراق مع زاخو، وفي الصين مع شنغهاي شينوا، عُرف بتواضعه، وبساطته، وقربه من محبيه، وهو ما أكسبه شعبية جارفة.
لم يتأخر الخطيب عن اللحاق بركب الثورة السورية مناصرا لها من مكان إقامته خارج البلاد، لا سيما أنه ابن مدينة حمص، التي طالها بطش النظام، بعدما صاح أهالي المدينة وريفها مطالبين برحيل الأسد.
بدأ الخطيب تمثيل منتخب بلاده منذ العام 2001، واستمرت مشاركته بانتظام إلى العام 2011، حيث كانت آخر مشاركة له مع المنتخب، في بطولة كأس أمم آسيا بقطر في كانون ثاني/ يناير من ذلك العام، أي قبل شهرين فقط من اندلاع الثورة السورية.
كأي مواطن سوري معارض للنظام، شارك الخطيب في فعاليات مختلفة، ارتدى خلالها علم الثورة، وتوشح به، وبدأ بنشر تغريدات تهاجم النظام، وتصفه بـ"المجرم".
وفي تغريدة له في السادس من تموز/ يوليو 2012، قال الخطيب صراحة :"لن ألعب لمنتخب سوريا طالما هناك قصف للبلدات والمدن السورية، خصوصا مدينتي حمص".
وقال الخطيب، في تغريدة في تشرين ثاني/ نوفمبر 2012، إنه معتزل اللعب مع المنتخب، "حتى يقف نزيف الدم وقصف الشعب السوري".
في تغريدة أخرى بآذار/ مارس من العام ذاته، يبدي الخطيب حزنه وألمه، وينعى أول لاعب كرة قدم سقط بقصف النظام، مغردا: "أنقل إليكم خبر استشهاد أول لاعب كرة قدم بسوريا، ولاعب نادي الكرامة، بخالص الحزن والأسى، حبيبي وصديقي احمد سويدان".
ويصف الخطيب حال حمص بتغريدة، قال فيها: "السماء تذرف دمعا عليك يا حمص، والأرض تمتزج بدماء الشهداء، ترابك يأبى إلا البقاء، أبناؤك يصرخون بكل كبرياء، حمص آمنة بدمائنا، لن تتعرض للفناء...".
في منتصف تموز/ يوليو من العام 2012، تلقى النظام ضربة موجعة، بمقتل عدد من أبرز رجالاته، فيما يعرف بـ"تفجير خلية الأزمة"، والقتلى حينها هم "وزير الدفاع داود راجحة، ونائبه آصف شوكت، وحسن توركماني مسؤول "خلية الأزمة"، إضافة إلى هشام الاختيار رئيس مكتب الأمن القومي.
سريعا، تفاعل فراس الخطيب مع الخبر، الذي أفرح السوريين حينها، قائلا: "لا شماتة بالموت، لكن في ناس لمّا بتموت كل الناس بتزعل عموتها، وفي ناس بنفرح عموتهم، وهؤلاء الأشرار".
وأضاف: "واليوم الحمد لله 90 في المئة من الشعب السوري فرحان".
انتقم النظام مباشرة بعد مقتل رجالاته، وارتكب مجازر عديدة في مختلف أنحاء سوريا، وهو ما دفع الخطيب للتغريد، قائلا: "الله أكبر، الله أكبر على كل من طغى وتجبر، الله أكبر، الله أكبر على كل ظالم فاجر، الله أكبر، الله أكبر على قتلة الأطفال والنساء والشيوخ".
وأضاف: "اللهم كل من قتل طفلا في سوريا، فافجعه في ماله وولده، وخذه أخذ عزيز مقتدر، اللهم احفظ أولادنا وأولادكم، وخذ الظالمين عاجلا غير آجل".
فراس الخطيب، في تغريدة بالعام 2012 أيضا، حاول إحراج قناتي "الدنيا"، و"السورية"، الممثلتين للنظام، قائلا: "لماذا لا تتصلون مع أشخاص معارضين لنسمع وجهة نظرهم، على غرار الجزيرة والعربية عندما تستقبل أعضاء مجلس الشعب وغيرهم".
هنا فراس الخطيب يصف حال الثوار رغم الحصار والقصف، كما يصف الشبيحة الموالين للنظام، بتغريدة قال فيها: "السبع سبع وإن كلّت أناملهُ، والكلبُ كلبٌ وإن طوقته بالذهب، هذا حال الرجال في سوريا، رغم كل ما يعانونه يبقوا سباعا".
حماس فراس الخطيب بعد شهور من اندلاع الثورة السورية، دفعه لتبشير الداعية الكويتي نبيل العوضي، بأن نهاية بشار الأسد ستكون على أيدي ثوار حمص.
وقال: "نحن أهل حمص منصورون بإذن الله، ولا تخاف، والله المعنويات مرتفعة، ونهايته على إيدينا نحن أحفاد خالد".
وأضاف: "السلام عليكم شيخنا وحبيبنا، ما زلت بانتظار ما تكلمنا عليه بالطائرة، وأبشرك بقرب النصر مع انتهاء الأسباب الدنيوية".
يقول الخطيب، في تغريدة أخرى، إنه يشتاق فقط إلى تقبيل تراب "حمص العدية"، ويتابع: "في مثل هذه الأيام من كل سنة، أكون في وسط حمص، والسعادة تغمرني بين الأهل والأصحاب، حرم الله من يحرمني من حمص الجنة، ولعنة الله على الظالمين".
بعد مرور نحو خمس سنوات على تغريداته النارية، فاجأ فراس الخطيب السوريين، مؤيدين ومعارضين، بعودته الرسمية للمنتخب في آذار/ مارس من العام الجاري.
الخطيب الذي عاد للمنتخب، لم يتمكن من دخول سوريا إلا في آب/ أغسطس الماضي، بعد وساطات قادها لاعبون ومسؤولون موالون للنظام، ليجلس في مطار دمشق تحت صورة بشار الأسد، في مشهد وصفه الكثير بـ"الإهانة لمن قبل بالعودة لحضن النظام".
عاد الخطيب، وتبعه عمر السومة، وصرح اللاعبان بتأييدهما لقوات النظام عبر شاشة التلفزيون السوري، قبل أن يتم تكريمهما رفقة بقية اللاعبين، وتوقيع الأسد على صدرهما، في مشهد أثار ضجة واسعة في مواقع التواصل.