أكدت جماعة الإخوان المسلمين المصرية أن جرائم ومجازر العسكر المتواصلة، أثبتت بما لا يدع مجالا للشك، أن "عقيدة جنرالات العسكر تتركز في التشبث بالسلطة والاستماتة في الدفاع عنها، وأن سلاح الشعب بدلا من أن يحميه، أصبح أداة لقتله وحماية مصالح أعدائه، وأن دماء الشعب المصري وأموال وأعراض أبنائه باتت مستباحة، وأنه ليس هناك ما يعصمها ويحميها".
وأشارت – في بيان لها اليوم بمناسبة الذكرى الرابعة لفض رابعة- إلى "انتهاء دولة القانون بعد أن سخرت السلطة الانقلابية بعض مكونات السلطة القضائية لخدمة مصالحها والتغطية على جرائمها"، مؤكدة أن "سياسات السلطة الانقلابية أدت إلى أن انتهاك الحرمات وانتهاك الأخلاق وانتهاك الرجولة وانتهاك كل فضيلة حتى توارت الفضائل وحلّت محلها كل رذيلة سافرة".
وشدّدت "الإخوان" على أن "ما جرى في ميداني (رابعة) و(النهضة) كان أبشع مأساة ماتت فيها إنسانية بعض المصريين، وأظهرت من هو (البطل) الحريص على مصالح البلاد ومن هو المجرم".
وقالت، "إننا نرى في كل تلك الحقائق عوامل قوية لإنضاج ثورة الشعب من جديد، وستظل رابعة أيقونة الثورة الحقيقية، وسيظل شعارها مرفوعا أبد الدهر؛ لأنها رمز لانتفاضة شعب أبِيّ، تبعتها جريمة خائنين خسيسين".
وذكرت أن "الإخوان لم يرابطوا في ميدان رابعة وحدهم، بل كانوا بين كل أطياف الشعب المصري، وإن دماء شهداء رابعة وتضحيات أحيائها الذين تم الزجّ بهم في السجون لن تضيع هدرا، بل ستظل لعنة على من استهان بالأرواح وصادر الحريات ومزق وحدة الشعب وجرّ البلاد إلى الهاوية".
وأردفت: "تمر اليوم الذكرى الرابعة لجريمة العصر؛ مذبحتي ميداني رابعة العدوية والنهضة، اللتين ارتكبتهما أجهزة السلطة الانقلابية بعد اختطافها الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي، واستيلائها بالقوة على الحكم في البلاد؛ لتستكمل جريمتها بارتكاب هاتين المجزرتين اللتين قامت فيهما بتوجيه سلاحها إلى صدور المصريين العارية، وقتل آلاف الأبرياء منهم بدم بارد، في مشهد مروع، وبلا وازع من دين أو ضمير أو أخلاق".
وأضافت أن "يوم الرابع عشر من آب/ أغسطس 2013 سيظل يوما فاصلا في تاريخ مصر والمنطقة، وشاهدا على جريمة نكراء ارتكبتها طغمة الانقلابيين ضد الشعب المصري؛ الذي انتفض للدفاع عن حقوقه المغتصبة، في هبّة شعبية سلمية باهرة، قابلتها أجهزة السلطة الانقلابية وداعموها ومؤيدوها، من قيادات شرطة وقضاة وإعلام ودعاة وعلماء دين وفنانين ورجال أعمال، بكل عنف وتزييف ونكران".
ووجهت الجماعة التحية لـ "أرواح الشهداء، وللأبطال الصامدين خلف القضبان، وفي مقدمتهم الرئيس الشرعي محمد مرسي، وتحية لكل الثوار الأحرار في ربوع مصر، وتحية لأمهات وذوي الشهداء جميعا".
واختتمت جماعة الإخوان بقولها، "إننا على العهد ماضون محافظون على الشرعية ودون تفريط في الدماء أو تنازل عن الحقوق، حتى تنتصر الثورة، ويتحقق القصاص، وتسترد الحقوق، وينقشع الظلام، ويعم مصر نور الحق والعدل والحريّة".