[ جنود الاحتلال يهاجمون محتجين فلسطينيين تم منعهم من دخول المسجد الأقصى (الفرنسية) ]
أدانت دول عربية وأجنبية بالإضافة إلى الفصائل الفلسطينية الهجوم الذي قامت به قوات الاحتلال الإسرائيلي في الأيام الأخيرة على المسجد الأقصى ومهاجمة المصلين المرابطين به، محذرين من أن استمرار ذلك ستكون له عواقب وخيمة.
فقد أعرب مجلس الوزراء السعودي عن إدانته واستنكاره الشديدين لاقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى المبارك وانتهاك حرمته والاعتداء على المصلين واستفزاز مشاعر المسلمين في العالم، وطالب المجلس بوضع حد لهذه الجرائم والانتهاكات المتكررة من قِبل سلطات الاحتلال والمستوطنين.
من جهتها، وصفت الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء في السعودية اقتحام قوات الاحتلال المسجد الأقصى وباحاته بالعنجهية المفرطة دون رادع، وقالت الهيئة إن استهداف المقدسات الإسلامية والمصلين يستدعي من المسلمين والدول والمؤسسات المنادية بحقوق الإنسان وقفة جادة لتجريم الاحتلال.
كما طالبت قطر باتخاذ تدابير فاعلة من أجل حماية الشعب الفلسطيني، ومساعدته في استرجاع كل حقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، وأدانت بشدة الاعتداء على حرمة المسجد الأقصى والمساس بقدسيته وهويته الإسلامية والعربية، واستفزاز مشاعر ملايين المسلمين في العالم.
وكان ملك الأردن عبد الله الثاني عبّر أمس عن استياء وغضب بلاده الشديدين من التصعيد الأخير لقوات الاحتلال في القدس، وتحديدا في المسجد الأقصى المبارك.
وقال الملك الأردني أثناء لقائه رئيس الوزراء البريطاني ديفد كاميرون في عمّان، إن استمرار هذه الاستفزازات سيؤثر على العلاقة بين الأردن وإسرائيل، ولن يكون أمام عمّان أي خيار سوى اتخاذ موقف.
كما أعرب المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية إبراهيم قالن عن تنديده الشديد بتدنيس المستوطنين الإسرائيليين وانتهاكهم قدسية أرض وحرم المسجد الأقصى، تحت حماية الجنود الإسرائيليين.
وأعربت الولايات المتحدة عن "قلقٍ عميق" من اقتحام الأقصى، وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية جون كيربي إن بلاده تدين بقوة جميع أعمال العنف، وإنه من المهم أن تمارس جميع الأطراف ضبط النفس، والمحافظة على الوضع التاريخي دون تغيير في الحرم الشريف.
وفي بيان صدر اليوم، طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بمقاومة الاحتلال بكل الوسائل لحماية الأقصى، وطالب المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للتراجع الفوري عن اعتداءاته على الأقصى الشريف ومحيطه، ووقف أي مساعٍ عبثية لتقسيمه زمانيًّا أو مكانيًّا.
ودعا الاتحاد العلماء والدعاة إلى إعلان النفير العام بين أبناء الأمة الإسلامية في العالم حتى يتوقف الاحتلال عن عدوانه.
من جهتها، حذرت الرئاسة الفلسطينية من أن استمرار "الاقتحامات والاستفزازات" الإسرائيلية في القدس "ستكون له عواقب وخيمة"، وهدد الناطق باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة -في بيان اليوم- بأنه "سيتم اتخاذ الإجراءات المناسبة واللجوء إلى قرارات مهمة".
وأشار إلى أن الرئيس محمود عباس أجرى سلسلة من الاتصالات، وبعث رسائل مهمة لكافة الأطراف، مطالبا بمواقف مشتركة وجادة لحماية القدس والمقدسات قبل فوات الأوان.
من جهتها، اعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أن "التصعيد" الإسرائيلي في المسجد الأقصى هو "إعلان حرب".
كما حذّرت حركة الجهاد الإسلامي سلطات الاحتلال من مغبة التصعيد العدواني ضد الأقصى، وقال عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد محمد الهندي في بيان صحفي إن الاعتداء على الأقصى خط أحمر سيقلب كل الحسابات.
ويشهد المسجد الأقصى لليوم الثالث على التوالي مواجهات عنيفة، عقب اقتحام القوات الإسرائيلية والمستوطنين باحاته والاعتداء على المصلين، بالتزامن مع بدء عدة أعياد يهودية متتالية تستمر حتى مطلع الشهر المقبل، ويخشى الفلسطينيون أن يرافق ذلك تكثيف دخول اليهود المسجد الأقصى وزيادة التوتر فيه.