[ حسني مبارك ]
نشرت مجلة “جون أفريك” الفرنسية تقريرا، تحدثت فيه عن تبرئة القضاء المصري للرئيس المخلوع حسني مبارك؛ من اتهامات بقتل متظاهرين إبان ثورة 25 يناير 2011.
وقالت المجلة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21”، إن صور مبارك، وهو ممدد على نقالة، بصحبة نجليه وراء قضبان أكاديمية الشرطة في القاهرة، التي اجتاحت وسائل الإعلام في سنة 2011، قد جسدت حجم السقوط المدوي الذي مني به طاغية مثل مبارك ومن قبله كل من بن علي والقذافي.
وذكرت المجلة أن هذه الصور قد أضحت من الماضي، حيث تم إطلاق سراح مبارك بقرار قضائي. فقد قامت النيابة العامة، يوم 13 آذار/ مارس، بالإفراج عن حسني مبارك تنفيذا لقرار قاضي محكمة النقض، الذي صدر يوم 2 آذار/ مارس، والذي بُرئ بموجبه مبارك من التهم الموجهة إليه.
وقد رفض القاضي الطلب الذي تقدم به محامو عائلات الضحايا؛ لتحويل القضية إلى المحاكم المدنية.
وأكدت المجلة أن مبارك كان يعيش تحت الإقامة الجبرية، منذ الإطاحة به، في المستشفى العسكري بالمعادي، أحد الأحياء الراقية في القاهرة. وفي هذا الصدد، ذكر فريد الديب، محامي الدفاع عن “الريس”، أن موكله “لن يخرج من المستشفى إلا إذا سمح له الأطباء بذلك، مع العلم أن السلطات لم ترفع عنه حظر السفر بعد”.
وأوردت المجلة أن مبارك لا يزال قيد التحقيق من قبل قسم الكسب غير المشروع. لكن هذا الأمر لا يعتبر مقلقا بالنسبة لهذا الفرعون العجوز الذي نجح في تجاوز تهم أكثر خطورة، من بينها المشاركة في القتل وقضايا فساد أخرى.
وأوضحت المجلة أنه خلال شهر آب/ أغسطس في سنة 2011، وجهت العدالة المصرية إلى كل من مبارك ووزير داخليته حبيب العادلي، إضافة إلى ستة مستشارين أمنيين، العديد من التهم، على غرار تزويد قوات الأمن بسيارات وأسلحة بهدف قمع المتظاهرين بين شهري كانون الثاني/ يناير وشباط/ فبراير 2011. وقد شملت هذه التهم أيضا قضايا بالتورط في أعمال القمع التي خلفت أكثر من 850 متظاهرا، فضلا عن تلقي مبارك، مع نجليه ووزير النفط، عمولات بخصوص عقود تصدير الغاز لإسرائيل.
وكان مبارك قد حكم عليه في بادئ الأمر بالسجن مدى الحياة في إحدى هذه القضايا سنة 2012.
وتشير المجلة الانقلاب العسكري الذي قاده عبد الفتاح السيسي للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، قد خدم مصلحة مبارك. ومن هذا المنطلق، مثل نجاح الانقلاب ثم براءة مبارك؛ رمزا لفشل أهداف ثورة 25 كانون الثاني/ يناير.
وذكرت المجلة أن حكم تبرئة مبارك قد أثار استياء ملايين المصريين، وعلى رأسهم أقرباء الضحايا الذين تلقوا خبر النطق بالحكم بمرارة. وفي هذا السياق، قال الصحفي خالد داود، إن “حسني مبارك قد أضحى قضية قد عفى عنها الزمن، نظرا لأنه في الوقت الحالي يشغل بال المواطنين المصريين قضايا يعتبرونها أكثر أهمية من “محاكمة القرن”، على غرار الصعوبات الاقتصادية وانتهاكات حقوق الإنسان، بالإضافة إلى الوضع غير المستقر في سيناء”.
وأكدت المجلة أن مبارك سيتسنى له أخيرا أن يبتهج، بعد أن سمع بنفسه قاضي محكمة النقض، يوم 2 آذار/ مارس، وهو يردد “أعلنت المحكمة أن المتهم بريء…”.