[ السيسي والأسد ]
أشارت مجلة فورين أفيرز الأميركية إلى اصطفاف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى جانب الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب التي تعصف بسوريا منذ سنوات، وتساءلت عن كيفية اختيار السيسي هذا الدور.
فقد نشرت فورين أفيرز مقالا للكاتب أورين كيسلر أشار فيها إلى أن طائرة نقل عسكرية غادرت قاعدة عسكرية روسية في اللاذقية بسوريا في 1 فبراير/شباط 2017 وهبطت في مطار عسكري قرب الحدود المصرية مع ليبيا ثم عادت أدراجها إلى سوريا.
وأضافت أن هناك تقارير غير مؤكدة منذ أشهر تفيد بأن مصر أرسلت قوات لمساعدة النظام السوري على الحرب المستعرة في بلاده، وأنه للوهلة الأولى فإن رحلة هذه الطائرة قد تؤكد صحة هذه التقارير.
وأشارت فورين أفيرز إلى أن الرئيس السيسي سبق أن اعترف في نوفمبر/تشرين الثاني 2016 بأن مصر تعتبر دعمها للجيوش الوطنية من بين أولوياتها، وأنه أكد على دعمه لجيش النظام السوري، وإلى أنها المرة الأولى التي تعترف فيها مصر بأنها تقف إلى جانب الأسد على الرغم من كونها حليفة للولايات المتحدة منذ زمن طويل.
إنقاذ أطفال عقب القصف الجوي على حي الصالحين الذي كان تحت سيطرة المعارضة بحلب في سبتمبر/أيلول 2016 (الأوروبية)
حليف روسيا
وأضافت فورين أفيرز أنه في المقابل فإن نظام الأسد يعتبر حليفا لخصوم الولايات المتحدة مثل روسيا وإيران، وأنه نظام مكروه من جانب الكثيرين في أنحاء العالم العربي في ظل اتباعه سياسة الأرض المحروقة وتسببه في تشريد السوريين.
وقالت إن نظام السيسي هو النظام العربي الوحيد الذي يعلن دعمه صراحة لنظام الأسد، وإن مصر وسوريا اتفقتا على إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 2013، وأضافت أن روسيا اصطفت إلى جانب روسيا في مجلس الأمن في معارضة مشروع القرار الداعي لوقف الضربات الجوية ضد حلب الذي كانت ترعاه فرنسا.
وأشارت المجلة إلى أن الدعم المصري للنظام السوري أثار حفيظة السعودية التي ضخت أكثر من 25 مليار دولار لدعم الاقتصاد المصري المتداعي منذ الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي، وأشارت إلى التداعيات التي طرأت على العلاقات المصرية السعودية.
وتساءلت: لماذا يتملق السيسي الأسد على حساب خطر الإضرار بمكانة مصر الإقليمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بأكبر الداعمين للاقتصاد المصري الذي يمر بأزمة عميقة؟
وقالت فورين أفيرز إن السيسي يرى في الصراع الدائر في سوريا تذكيرا له بهشاشة الحكم في بلاده، وإنه أراد أن يكون في المعسكر المناوئ للموقف الإقليمي للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأضافت أن السيسي أراد كذلك تحسين علاقته مع روسيا في أعقاب التوتر الذي ساد إبان فترة حكم الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، وأنه يسعى لتعزيز علاقاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.