ذكرت منظمة العفو الدولية (أمنستي) أن السلطات الإماراتية اعتقلت مواطنها الأكاديمي عبد الخالق عبدالله، وفي تغريدة مقتضبة عبر حسابها على "موقع تويتر"، كتبت المنظمة، ومقرها في لندن، أنه "خبر سيئ من الإمارات"، وأنها تخشى أن يكون عبدالله "سجين رأي".
ويعد هذا التأكيد الأول من منظمة حقوقية عالمية، لنبأ اعتقال الأستاذ الجامعي في العلوم السياسية والباحث المعروف، والذي انقطع عن التغريد على حسابه على "تويتر" منذ 16 يناير/ كانون الثاني الجاري؛ الأمر الذي أرجعه بعضهم إلى اعتقاله في هذا التاريخ.
وكان المركز الدولي للعدالة، وهو مركز حقوقي إماراتي، قد أعلن في في تغريدة عبر "تويتر" في وقت سابق أن جهاز الأمن اعتقل عبد الخالق عبدالله في اليوم نفسه، وأرجع المركز سبب ذلك إلى تغريدات الكاتب الإماراتي السياسية، والذي يعمل أستاذاً مشاركاً في قسم العلوم السياسية في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ويحمل الدكتوراه من جامعة جورج تاون في واشنطن في السياسة المقارنة، والماجستير من الجامعة الأميركية في واشنطن في الفلسفة السياسية.
وهو عضو مؤسس وفاعل في جمعيات مهنية وثقافية وتطوعية إماراتية وخليجية وعربية، بما في ذلك "لجنة الإمارات الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي"، كما أنه حالياً أمين مال الجمعية العربية للعلوم السياسية، وعمل رئيساً لتحرير مجلة شؤون اجتماعية نحو عشر سنوات. ويعدّ مقرباً من السلطات الإماراتية، وقريباً من ولي عهد أبو ظبي، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
وأورد حساب "معتقلي الإمارات" عبر "تويتر" "أنباء شبه مؤكدة عن قيام أمن الدولة باعتقال عبدالخالق عبدالله في تاريخ 16 يناير، بسبب إحدى تغريداته على تويتر". وأكد ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الخبر، وأرجعوا ذلك إلى تغريداتٍ للأكاديمي الإماراتي، صدرت في اليومين السابقين على توقفه عن التغريد.
ورجح أحدهم أن تكون تغريدة بثها عبد الخالق عبدالله في 15 يناير/ كانون الثاني الجاري السبب في اعتقاله، وشن فيها انتقادا حادا غير معهود على وضع الحريات في الإمارات، وقال "ليت لدينا في إمارات التسامح حرية تعبير وحرية صحافة وحرية تجمع وحريات سياسية، كما لدينا حرية معتقد وحرية تجارة وحرية شخصية وحريات اجتماعية".
بينما أرجع مغرّدون آخرون السبب المحتمل لاعتقاله المفترض إلى تغريدات هاجم فيها النظام المصري برئاسة عبدالفتاح السيسي، في 24 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إذ قال في تغريدات عبر حسابه على "تويتر" "خلف الأبواب المغلقة في العواصم الخليجية يتصاعد يومًا بعد يوم شعور الإحباط تجاه أداء النظام في مصر، وتحوله إلى عبء سياسي ومالي يصعب تحمله طويلًا".
وأضاف "وخلف الأبواب المغلقة في العواصم الخليجية يتصاعد الاستياء من الدبلوماسية المصرية التي يصعب تحقيق حد أدنى من التنسيق معها تجاه قضايا مصيرية". وتابع "لكن، رغم الاستياء والإحباط، فالعواصم الخليجية حريصة على استقرار مصر، وملتزمة بدعمها بكل ثقلها السياسي والمالي. التخلي عن مصر غير وارد حاليًا".
وكتب الخبير الإقليمي في مجال حقوق الإنسان والإعلام والمجتمع المدني، فادي القاضي، في تغريدة على "تويتر"، أن الدكتور عبد الخالق عبدالله ليس الأكاديمي الإماراتي الوحيد المحتجز في بلاده، لإبدائه وجهات نظره، فهناك الدكتور ناصر بن غيث معتقل منذ 15 أغسطس/ آب 2015 بتهمة "إهانة رئيس أجنبي".