قبل أسابيع أطلّت الفنانة المصرية فيفي عبده لتعيد سرد قصة هروبها من منزلها، وهروبها من قسوة والدها الذي رفض دخولها عالم الفن، باحثة عن الشهرة والأضواء، وهو ما نجحت في تحقيقه.
لا تختلف قصة فيفي عبده عن قصص عشرات الفنانات العربيات: قسوة أب، عنف أخ، ظلم زوجة أب.. قائمة طويلة من فنانات عشن طفولة تعيسة، نذكر بعضاً منهن بحسب القصص التي تروى عنهن.
الفنانة الإماراتية أحلام روت في مقابلة تلفزيونية أنه بعد وفاة والدها اضطرت لترك المدرسة، لكنّ حلمها بالغناء رافقها طيلة هذه الفترة، وعندما قررت دخول عالم الفنّ، هدّدها شقيقها محمد بالذبح في حال استمرّت بالغناء، ما اضطرها للهروب عند أقارب لها في الكويت.
أما الفنانة المصرية زينات علوي فلها قصة قاسية أيضاً، إذ ولدت لأسرة تعاني من الفقر والعوز، وعاشت طفولة صعبة ما بين ضيق الحال وقسوة والدها. تحملت زينات تلك القسوة طوال فترة طفولتها، حتى أتمت الـ 16 عاماً، وقررت الهرب من بيت والدها، واتجهت إلى القاهرة.
فذهبت إلى إحدى صديقاتها، وكانت تعمل في كازينو بديعة مصابني، وطلبت منها البقاء عندها والعمل معها في الكازينو، وطلبت من بديعة مصابني أن تقابل زينات وتوظفها، وبالفعل وافقت بديعة فور رؤية زينات علوي، لتصبح واحدة من أشهر راقصات مصر في ما بعد.
سامية جمال أيضاً عانت من قسوة العائلة. ولدت جمال في محافظة بني سويف عام 1924، لأسرة فقيرة، ولأب متزوج من امرأتين ولديها عدد كبير من الأخوة الأشقاء وغير الأشقاء، عانت في طفولتها كثيراً من قسوة زوجة أبيها، خاصة بعد وفاة والدتها، فكانت تحملها أعباء المنزل والخدمة وتهينها وتضربها، وكانت شقيقتها الكبرى قد تزوجت وانتقلت للعيش في القاهرة.
قررت سامية الهروب من جبروت زوجة أبيها، وتوجهت إلى بيت شقيقتها في القاهرة، لكن الوضع هناك لم يكن أفضل، مما اضطرها للعمل خياطة وبعد فترة عاملة في أحد المصانع لتساعد شقيقتها وزوجها وتتحمل نفقاتها الخاصة. وفي أحد الأيام ذهبت مع جارتها إلى السينما لمشاهدة أحد الأفلام وتأخرت في العودة، فضربها زوج شقيقتها بعنف، فما كان منها إلا أن هربت من منزل شقيقتها، واتجهت إلى كازينو بديعة، التي أعطتها فرصة للعمل لديها لدى مشاهدتها ترقص ودربتها على أيدي كبار المدربين لتصبح من أهم راقصات مصر اللاتي وصلن للعالمية.
أما هند رستم فعلى عكس زميلاتها ولدت في محافظة الأسكندرية عام 1929، لأسرة أرستقراطية، وكان والدها ضابط شرطة من أصل تركي، وفي سنوات طفولتها عانت من خلافات كثيرة بين والدها ووالدتها انتهت بالطلاق، وعاشت مع والدها الذي تزوج وانتقل بها إلى القاهرة. لكن زوجة أبيها كانت تعاملها بقسوة وعنف وصل حد الضرب، فقررت الهرب من منزل والدها وهي لم تتعد السادسة عشرة من عمرها.
انتقلت إلى العيش مع إحدى صديقاتها التي كانت تعمل كومبارس في السينما، وفي إحدى المرات اصطحبتها معها إلى استديو التصوير لتلفت نظر الجميع بطلّتها السينمائية، وفتحت لها أبواب المجد والشهرة منذ ذلك الحين.
تحية كاريوكا بدورها ولدت بين عدد من الأخوة الأشقاء وغير الأشقاء، وبعد رحيل والدها انتقلت إلى العيش مع أخيها وسافرت والدتها إلى الأسكندرية، وكان أخوها يعاملها بقسوة، وكان دائم الضرب والإهانة لها. ويقال إنه في إحدى المرات حاولت الهرب إلى والدتها لكن أخوها قيّدها بسلسلة حديدية.
ولم تتوان تحية عن محاولة الهرب مراراً وتكراراً، إلى أن ساعدها ابن أخيها، وبالفعل تمكنت من ذلك وتوجهت إلى القاهرة، وتحديداً إلى الفنانة سعاد محاسن التي كانت قد تعرفت عليها في وقت سابق، وساعدتها فسمحت لها بالإقامة لديها، وأعطتها دوراً صغيراً في مسرحية "عايدة" التي كانت تلعب بطولتها، ومن مسرحية "عايدة" إلى كازينو بديعة، لتؤمن بها الأخيرة وتعطيها فرصة كبيرة لتصبح واحدة من أهم راقصات مصر اللاتي وصلن للعالمية كذلك.