اعتبرت صحيفة "فيتو" المصرية، الموالية لسلطات الانقلاب، أن عبد الفتاح السيسي وجّه رسالة شديدة اللهجة، بالحبر السري بين السطور، إلى نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، بشأن تدخل بلاده في العراق، ورفضه إخراج القوات التركية المتواجدة في منطقة بعشيقة، شمال مدينة الموصل.
جاء ذلك تعليقا من الصحيفة على الاتصال الهاتفي الذي تم، صباح الاثنين، بين السيسي ورئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، نشرته الصحيفة تحت عنوان: "السيسي يوجه رسالة شديدة اللهجة بـ"الحبر السري" لأردوغان".
وكان بيان صدر عن رئاسة الجمهورية المصرية، الاثنين، قال إن رئيس الوزراء العراقي أطلع الرئيس السيسي، خلال اتصال هاتفي تلقاه منه (الأخير)، بعد ظهر اليوم (الاثنين)، على تطورات استعادة مدينة الموصل من تنظيم "داعش".
وبحسب البيان، أكد السيسي موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه، والتصدي لمحاولات بث الفرقة والانقسام بين مكونات الشعب العراقي، وتقديره لحرص الحكومة العراقية على عدم الانزلاق إلى صراعات أخرى، باستثناء تحرير الموصل من الإرهاب، على حد قوله.
وعلقت "فيتو" على الاتصال الهاتفي، قائلة إن السيسي أكد خلاله موقف مصر الداعم لوحدة وسيادة العراق على كامل أراضيه، في رسالة واضحة للمحتل التركي برفص مصر سيطرة محتل تركي على أجزاء من أراضي دول عربية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضبط النفس، الذي قدّره السيسي، هو التزام الحكومة العراقية بالنهج الدبلوماسي، وفشل جرها للتشنج السياسي، بهدف إشغاله عن معركة الموصل الأساسية، من خلال التصريحات المستفزة للرئيس التركي بحق العبادي، خلال اجتماع عقده الثلاثاء الماضي مع دعاة مسلمين في إسطنبول.
وقال أردوغان حينها، مخاطبا العبادي، وفق الصحيفة: "أنت لست ندي، ولست بمستواي، وصراخك في العراق ليس مهما بالنسبة لنا على الإطلاق، فنحن سنفعل ما نشاء، وعليك أن تعلم ذلك، وعليك أن تلزم حدك أولا"، بحسب الصحيفة.
وأضافت "فيتو" أن السيسي اعتاد التزام البروتوكولات الدبلوماسية، وعدم تسمية دول أو أشخاص بالاسم، مهما كانت الخلافات، مثلما يفعل نظيره التركي، ويكتفي بالتعبير عن موقف مصر تجاه هذه الشخصيات والدول بكلمات مختصرة يصل معناها للمستهدف بها بدقة، وفق زعمها.
وكان رئيس الوزراء العراقي نشر بيانا على الصفحة الرسمية له بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الاثنين، قال إنه (العبادي) اتصل هاتفيا برئيس جمهورية مصر العربية، عبد الفتاح السيسي، وتباحث معه حول سير عمليات تحرير الموصل، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين.
وكان المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، أعرب، في بيان صحفي أصدره في وقت سابق، الاثنين، عن "تضامن مصر الكامل مع حكومة وشعب دولة العراق الشقيقة، مع بدء معركة تحرير الموصل من قبضة تنظيم داعش الإرهابي، متمنيا نجاح العملية، وتحقيق النصر المنشود"، وفق البيان.
وشدد المتحدث المصري في بيانه على أن تنظيم داعش الإرهابي، ومن يتضامن معه أو يتبنى أيديولوجيته، وسائر التنظيمات الإرهابية المنتشرة في مناطق عدة من دول العالم، لا يمكن لها أن تصمد أو تجد ملاذا آمنا أمام إرادة الشعوب المحبة للسلام والاستقرار، على حد وصفه.
وفي وقت سابق من فجر الاثنين، أعلن رئيس الوزراء العراقي "انطلاق عملية تحرير الموصل من تنظيم داعش الإرهابي"، في كلمة متلفزة بثتها قناة "العراقية" شبه الرسمية.
ويشارك في المعركة كل من: قوات الجيش العراقي، والشرطة الاتحادية، والبشمركة، وقوات الحشد الشعبي (غالبيتها من الشيعة)، وقوات الحشد الوطني (سنية)، والتحالف الدولي.