تعرض أكبر مستشفى في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في مدينة حلب (شمالي سوريا) للتدمير بواسطة البراميل المتفجرة وسط هجوم مكثف تشنه قوات النظام المدعومة من روسيا ضد المنطقة، وفقاً لشهود عيان.
وكان المستشفى، الذي يحمل اسم M10 قد خرج من الخدمة قبل الهجوم الأخير بسبب تعرضه لقصف ثقيل منذ 3 أيام. وقد وصف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هذا الهجوم بجريمة حرب.
وبعد أن أصبح مستشفى M10 وثاني أكبر مستشفى بحلب الشرقية غير صالحين للاستخدام، لم يتبقَ بالمنطقة سوى 6 مستشفيات عاملة، وفقاً للجمعية الطبية الأميركية السورية.
يقول أدهم سحلول من الجمعية الطبية الأميركية السورية: "قُصف مستشفى M10 اليوم السبت 1 أكتوبر/ تشرين الأول 2016 ببرميلين متفجرين وهناك أنباء عن استخدام القنابل العنقودية أيضاً".
الأسوأ منذ 5 سنوات
وتعد الهجمات الأخيرة للقوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد على مدينة حلب هي الأسوأ على مدار 5 سنوات منذ اندلاع الحرب الأهلية بالبلاد. فقد خلفت الهجمات الأخيرة أكثر من 220 قتيلاً وحولت المباني السكنية إلى أكوام أنقاض.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الجوي أصاب أيضاً مستشفى ميدانياً صغيراً في حي الصاخور اليوم. وقال رامي عبدالرحمن، مدير المرصد: "قُتل شخص واحد وبات المستشفى خارج الخدمة".
وكان الطيران الحربي الروسي مشتركاً في هجوم اليوم على المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حلب الشرقية ضمن هجمة شرسة للجيش ضد المناطق المحاصرة، وفقاً لتصريحات مصادر في المعارضة والمجموعة المراقبة.
فرنسا أدانت قصف مستشفى M10 في حلب اليوم السبت قائلة إن قصف مباني الرعاية الصحية والعاملين فيها في الجزء المحاصر من المدينة السورية يصل إلى حد جرائم الحرب.
وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت في بيان "ستجري محاسبة الجناة".
وأضاف "فرنسا تحرك مجلس الأمن الآن لوقف هذه المأساة غير المقبولة".
تصعيد كبير
وتعرض خلال الأيام الماضية عدد من المستشفيات والمرافق الصحية في الأحياء الشرقية من مدينة حلب الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة لقصف متكرر أدى لسقوط عشرات القتلى والجرحى من المرضى والمصابين والكوادر الطبية العاملة فيها.
ومنذ إعلان النظام السوري في 19 سبتمبر/أيلول الجاري انتهاء هدنة توصل إليها الجانبان الروسي والأميركي في 9 من الشهر ذاته، تشن قواته ومقاتلات روسية، حملة جوية عنيفة متواصلة على أحياء حلب الخاضعة لسيطرة المعارضة، تسببت بمقتل وإصابة مئات المدنيين، بينهم نساء وأطفال، بعد وقف هشّ لإطلاق النار لم يصمد أكثر من 7 أيام.
وتعاني أحياء حلب الشرقية، الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة، حصاراً برياً من قبل قوات النظام السوري وميليشياته بدعم جوي روسي منذ نحو شهر، وسط شح حاد في المواد الغذائية والمعدات الطبية، ما يهدد حياة نحو 300 ألف مدني موجودين فيها.