منذ إطلاق المرشد الأعلى للثورة الإيرانية هجمته الشرسة على السعودية والنظام السعودي؛ فقد بدأت وسائل الإعلام الإيرانية بشن حملة إعلامية ممنهجة في ذات الاتجاه؛ مستخدمة وسائل الإعلام الإيرانية، وخصوصا تلك المقربة من الحرس الثوري الإيراني، والتي استخدمت بدورها لغة الحرب وليس الإعلام فقط.
في هذا السياق؛ تم بث "فيديو كليب" مثير على التلفزيون الإيراني نشر تحت عنوان "سيف العجم (الفرس) ينتظر إذن الحرب كي تصبح مكة عاصمة إيران".
وتم إنتاج الفيديو من قبل الدوائر الإعلامية التابعة لقوات الحرس الثوري، وتم بثه على التلفزيون الإيراني في إطار الهجوم الإعلامي الموجّه ضد السعودية.
وكاتب الكلمات في الفيديو، وهي تدعو إلى احتلال مكة، هو الشاعر الإيراني المدعوم من قبل خامنئي "محسن كاوياني". وتم تقديم هدية خاصة له من قبل المرشد خامنئي بسبب حدة الهجوم الذي تضمنته القصيدة ضد السعودية.
وتبدأ كلمات الفيديو بمدح خامنئي وهجاء آل سعود بالقول: "دخلت الشمس منكسرة من قنوت خامنئي في الصلاة، وإن آل سعود هم من يتجهون نحو السقوط".
ويضيف الفيديو كليب: "إن جميع دول العالم متحالفة ضد إيران، وإن إيران تتهيأ للحرب العالمية".
ويحلم الشاعر بأن يكون البقيع فيه مزارات وأضرحة كالعراق قائلا: "نحن الإيرانيين ننتظر أن تعلن الحرب ضدنا من جانب السعودية حتى نعمّر مقبرة البقيع ونبني فيها حرم آل البيت".
ويهدد الفيديو كليب باحتلال مكة من قبل الفرس، لتكون عاصمة إيران بدلا من طهران، قائلا: "سيف العجم (الفرس) ينتظر إذن الحرب وما أجمل أن تكون مكة عاصمة لإيران".
وتابع الفيديو قائلا: "وسوف نرسم اسم حيدرة الكرار قريبا على علم السعودية الأخضر، وإن دماءنا هي بذور للجهاد، وإن خامنئي حفيد فاطمة بنت علي قائدنا. قولوها للصهاينة".
وتوعد الحرس الثوري السعودية في الفيديو كليب بالثأر لـ"نمر النمر" قائلا: "وببركة دماء نمر النمر سوف تصبح مدينة مكة هي النجف، وفي بعض الأحيان نتحول نحن الإيرانيين إلى أمواج في نهر الفرات بالعراق، وأحيانا نكون كالصاعقة في نهر النيل بمصر".
وإثر انتشار الفيديو كليب؛ فقد انتقد بعض الإيرانيين على وسائل التواصل الاجتماعي سياسة بلادهم التي تستهدف السعودية.
وقال بعض المشاركين: "إننا نحن من ندفع ثمن الحرب مع السعودية، وليس المسؤولين في النظام، ومن يريد أن يعرف حجم الكارثة التي تخلفها الحرب، فليسأل أهالي إقليم الأحواز الذين دفعوا أثمانا باهضة على جميع الأصعدة بسبب الحرب العراقية-الإيرانية التي دارت رحاها في هذه المنطقة".
ويرى مراقبون للشأن الإيراني من الداخل تتواصل معهم "عربي21" أن الخطاب الإعلامي الذي يستخدمه الحرس الثوري والمحافظون تجاه السعودية لا يشير إلى قرب نهاية الأزمة بين البلدين، في وقت باتت فيه كبرى الصحف الرسمية الإيرانية مثل صحيفة "كيهان" المملوكة لخامنئي تهاجم بشدة الأصوات التي تدعو إلى الحوار مع السعودية.