يقول الكاتب مايكل روبن في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية إن باكستان قد فازت في أفغانستان بينما خسرت أميركا، مضيفا أن النقطة الأساسية المستخلصة أنه من المستحيل إنهاء النفوذ الباكستاني في أفغانستان.
ويشير روبن إلى أن الحرب الأميركية في أفغانستان تتجه نحو نهايتها، وأن الخطوط العريضة الأساسية للاتفاقية التي تفاوض عليها المبعوث الأميركي الخاص زلماي خليل زاد لا جديد فيها، إذ إن الولايات المتحدة تسحب قواتها مقابل تعهد حركة طالبان بعدم الارتباط بالإرهاب أو السماح باستخدام أفغانستان ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية، وهناك مشاكل كثيرة بشأن الاتفاق.
وتقول الصحيفة إن مؤيدي الدبلوماسية مع طالبان كثيرا ما يقولون إن الحروب لا يمكن أن تنتهي إلا من خلال الدبلوماسية، وتنسب إلى وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون قولها "أنت لا تتصالح مع أصدقائك، وعليك أن تكون على استعداد للتعامل مع أعدائك إذا كنت تتوقع خلق موقف ينهي التمرد".
ويستدرك الكاتب بأن الاتفاق الذي حدده خليل زاد يختلف قليلا عن الاتفاق الذي أبرمه مسؤولو إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون مع طالبان قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
تغير طالبان
ويضيف روبن أن طالبان وعدت في ذلك الوقت بالتخلي عن الإرهاب وباحتجاز زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، غير أن الهجمات الإرهابية اللاحقة في نيويورك وواشنطن أكدت عدم صدقها.
ويقول روبن إن طالبان ربما تغيرت، ولكن ليس للأفضل بالضرورة، وذلك كما يظهر من تصاعد الهجمات خلال المفاوضات.
ويرى الكاتب أن المشكلة الأكثر أهمية هي باكستان، موضحا أن طالبان لن تكون موجودة لولا الدعم الباكستاني.
ويضيف أنه بينما كان خليل زاد والدبلوماسيون يكثفون المفاوضات بشأن فكرة إحلال السلام بين الفصائل الأفغانية كان مفاوضو طالبان يأتمرون بما تريده القيادة في كويتا، والتي بدورها تتلقى التوجيهات من المخابرات المحلية الباكستانية في إسلام آباد.
ويشير إلى أن وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول تحدث ذات مرة عن إمكانية التفاوض مع "طالبان المعتدلة"، غير أن طالبان التي يتفاوض معها خليل زاد تختلف، وهي بالأحرى أكثر تطرفا وتسيطر عليها باكستان بالكامل.
وختم بأن طالبان هي بالنسبة لباكستان مثل ما هو حزب الله اللبناني لإيران.