فجوة في البيت الأبيض ملأها نتنياهو
الجمعة, 02 أغسطس, 2024 - 02:31 مساءً

دخل نتنياهو قاعة الكونغرس فوقف له الجميع. احتفى الأميركان بمقدم القائد التوراتي الشجاع، من خاض ثمانية حروب في الوقت نفسه.
 
وقف على المنصة وقال: خضت كل تلك الحروب دفاعاً عن أميركا وقيمها.  قاموا من جديد وصفقوا. قال: سأواصل تلك الحروب بلا هوادة. صفق المشرعون مرة أخرى لشجاعة ابن الرب وبأسه.
 
خارج الكونغرس قال إنه ما من قوة قادرة على إجباره على إيقاف الحرب. سيواصل حروبه في كل مكان و"سوف ننتصر".
 
 جرى ذلك في وقت وضع فيه الرئيس بايدن في حجرة مغلقة، بعد أن تأكد للجميع إصابة الرجل بالخرف وفقدان العقل. البيت الأبيض بلا رئيس، وتبدو أميركا في حل من أمرها. وكذلك إسرائيل.
 
 تحرك نتنياهو في الفراغ الذي تركه بايدن، وإلى يمينه وشماله قادة البيت الأبيض اليهود (بلينكن، سوليفان، هوكشتاين، وآخرون) يسمعون ويطيعون.
 
 فجوة بيضاء في البيت الأبيض ملأها نتنياهو. اليهودي الأميركي هو في آخر المطاف ابن قبيلته، وهو على استعداد لتمريغ سمعة أميركا في الوحل لقاء مكاسب توراتية.
 
أقدمت إسرائيل على ثلاثة أفعال استثنائية خلال وقت قصير: تدمير ميناء الحديدة، اليمن. اغتيال القائد العسكري لحزب الله، لبنان. واغتيال رئيس حركة حماس في إيران. فضلاً عن ضربات متتالية على العراق وسوريا، وإبادة بشرية نشطة في فلسطين. أفعال جسيمة كهذه كان متوقعاً أن تحدث في الأيام الأولى للحرب، إذ كانت إسرائيل تنعم بغطاء أخلاقي غربي واسع. ما الذي ستفعله حتى نهاية السنة؟ قال وزير دفاع أميركا إن بلاده ستدافع عن إسرائيل ضد أي هجوم انتقامي. غاب الرئيس الأميركي وبقيت آلة البطش الأميركية تحت أمر العهد القديم!
 
ست دول إسلامية تحت الرحى الإسرائيلية المنفلتة، بدعم مباشر من أميركا، رفيق السلاح في هذه المعركة. لم تكن أميركا صهيونية على هذا النحو من قبل (أدانت حرب 1956، وهددت الدول الثلاث التي هاجمت مصر)، ولم تكن إسرائيل قط بكل هذه السطوة على السياسة الأميركية.
 
على الضفة الأخرى هناك إيران، وهي مسؤولة عن تدمير أربعة بلدان عربية. وهناك الإمارات، الدولة الوظيفية - الإبراهيمية-  التي قوضت النظام السياسي في ثلاث دول عربية، وأسهمت في زعزعة الاستقرار في حزام آخر من الدول.
 
أمام الكونغرس قال نتنياهو إنه يريد المزيد من الدول الإبراهيمية، على شاكلة الإمارات. وتريد إيران المزيد من الدول الإمامية. الشرق الأدنى تحت السحب السامة والرياح العكرة. لا الإمامية تهدد وجود إسرائيل، ولا الإبراهيمية ستمنحها الأمن.
 
داخل محيط بشري معاد، يمتد من أذربيجان إلى موريتانيا، تريد إسرائيل أن تعيش إلى الأبد.
 
 لا يوجد نموذج تاريخي واحد يقول إن ذلك ممكناً. فبعد قرون من الطرق على أبواب اسطنبول فتحت القلعة أبوابها، وبعد سبعة قرون من المحاولات عادت المسيحية إلى أسبانيا، وبعد قرنين من الكر والفر نجحت القبائل العربية والكردية، ومعها قبائل الأناضول، في اقتحام القدس. الأبدية مسألة لا يضمنها تصفيق الكونغرس، ولا تحسمها تهديدات هوكشتاين وسوليفان. 
 

التعليقات