إذا افترضنا جدلا أن ما يحدث بين إيران واسرائيل مجرد مسرحية، فإننا بالتأكيد سوف نتسال عن دور العرب الغائب فيما يحدث، من المستفيد ومن المتضرر مما حدث ويحدث؟
في كلتا الحالتين إيران المستفيد الأول، أن كان جدا أو هزلا، فهي تقدم نفسها اليوم المدافع عن الإسلام والمسلمين، وعن القضية الفلسطينية في تعاملها غير المباشر عبر أذرعها عسكريا مع الكيان الصهيوني، وردها المباشر بالأمس على هجوم اسرائيل الاخير الذي استهدف قنصليتها في دمشق.
الكثير من التحليلات قيلت وكل واحد أو طرف يريد يثبت وجهة نظرة بأن ما يحدث مسرحية أو حرب وصراع جدي، لكن في تصوري المسالة قد تجاوزت هذا النوع من التحليل المتحيز والمتطرف إلى القراءة الموضوعية المهنية للحدث ابتداء بطوفان الأقصى وصولا إلى الهجوم الإيراني على اسرائيل مساء أمس السبت.
اعجبني التحليل المهني الموضوعي للمحلل العسكري فايز الدويري على قناة الجزيرة، فهو قال بما معناه أن ما حدث هو رد ايراني على اعتداء اسرائيلي، يعني وحدة بوحدة، بصرف النظر عن الخسائر لدى كل طرف، وبعيدا عن التوظيف الايدلوجي والسياسي للحدث.
في المفهوم العسكري ما حدث هو رد فعل على فعل،ايا تكن الخفايا والدوافع.
السؤال: اين العرب مما يحدث؟ فلا هم نصروا غزة، ولا كان لهم موقف واضح وقوي من العربدة الاسرائيلية في المنطقة،بل الكثير منهم للاسف يبدو موقفهم منحازا لإسرائيل للأسف.
الثابت أن ما يحدث في المنطقة قد يكون ارهاصا لتحولات قادمة في الطريق، طوفان الأقصى ومعركة البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، ودخول إيران واسرائيل في حالة اشتباك مباشر، هذه احداث ليست عفوية بل مرتبطة بتنبؤات قديمة متجددة تكشف عن جلاء أن المنطقة والعالم أمام تحول وانعطاف خطير ومهم في نفس الوقت.
أما العرب فإنه عليهم الخروج من الدائرة الرمادية، وان يتوقفوا عن محاربة ومعادات بعضهم البعض، فلا وقت لدينا للعداوات والحروب البينية، فالأمة ينبغي أن تكون عند مستوى التحدي تجاه ما هو كائن وما سيكون، إن أرادت أن تصبح لاعبا رئيسيا في مشهد الأقطاب العالمية المتعددة.