خاوية على عروشها، تقلّب كفّيـْك عندما ترى حجم الدمار، " إنها تعز " كيف لا ؟! وهي تفتح مسامعها كل صباح على أصوات قذائف مرعبة ترسلها ميليشيا صالح والحوثي من مواقع تمركزها في أطراف المدينة تباعا، وتنام على مثل ذلك.. مدينة تقتات شوارعها على فتات مضرج بدماء أبنائها لكنها تأبى أن تموت،
فقر ٌمدقع ٌيلفح وجه المدينة جراء الحصار المطبق الذي تفرضه تلك الميليشيا على المدينة، فهي تفتقر الى أبسط مقومات الحياة من ماء وغذاء ودواء! لليوم الثالث على التوالي من الشهر الفضيل تشن هذه العصابة الغادرة قصفا هستيريا أودى بحياة كثير من المدنيين بين قتيل وجريح، جُلّهم من النساء والأطفال.. بدءاً من حي المطار القديم الذي تعرض لقصف بصواريخ الكاتيوشا ومضادات الطيران، ومن قبله حي المدينة القديمة ( في الباب الكبير تحديدا ) ومثله حي وادي القاضي والشماسي وأحياء أخرى لم تسلم من القصف هي الأخرى أيضا ..
مستشفيات تعز تطلق نداء استغاثة عاجلة كلما عجت بالمصابين والجرحى فمستشفى الروضة بلغ ذروته في استقبال الحالات الحرجة ، كل ذلك والمجتمع الدولي نائم في السبات ولا يحرك ساكنا..
تقدم هذه المدينة أصنافا من التضحيات والصمود؛ علّها تنقذ وطنا يغرق في مستنقع الوجع وتستعيد دولة كاد المد الخارجي بمساعدة محلية أن يبتلعها، فيما الشرعية لم تقدم شيئا تجاهها سوى الخذلان.. "!