يجلس الحاج ناجي على عتبة العام الجديد 2023م وخلفه العام 2022م وهو يرى كثرة الصخب والضجيج: بكاء على عام مضى واحتفاء بعام قادم.
يضرب الحاج ناجي كف بكف مستغربا وهو يقول :
على ايش كل هذا الزيط والزنبليط ؟
تبكوا على العام الذي راح ليش؟ هل فيه مايبكى عليه ؟
لقد ذهب مخلوس (حتيف نتيف لامشدة ولا رديف) كراهية شائعة وحب مخنوق، ظلم طاغي وعدل مشنوق كله دماء وصراخ واحزان.
بدل ما تقولوا الله لا رده تبكوا!!
ويتساءل بحرقة : وليش تفرحوا لقدوم العام الجديد وانتم ماقدمتم حاجة لتفرحوا به وتساعدوا أنفسكم!
يعني تضحكوا على خيبتكم؟ أو تنتظر ظفر غيرك يحك لك ظهرك !
جالسين (تلعصوا) كلام فارغ مضر وغير مفيد مثل البقر السائبة التي تأكل قراطيس (بلاستيك) تضر بالمعدة وتلوث الهواء والبيئة وتخرب الزراعة.
بضاعتكم شتائم وسوالف (قيل وقال) تأكلوا لحوم بعضكم وتخربشوا وجوهكم وتنتظروا عام جديد وسعيد كمان !
العام القادم ياعيالي يعرف من عنوانه والإنسان هو العنوان انتم تدخلوا العام الجديد بلا عنوان من أصله !
أو بعناوين غيركم التي لا تخصكم !
نفس العناوين الخائبة المكتوبة لكم من النطيحة والمتردية وما أكل الضبع، نفس الدقة ونفس المزيكة ترقصون على مزمار (صياد) أو طبل (ام الصبيان) ودليلكم غراب أعمى وأعمى يقود أعمى للزربة والى الحفرة التي تشبه القبر.
يأخذ الحاج ناجي (جمنة) القهوة ويصب منها كوبا وهو يقول هذه (الجمنة ) لها معي من زمان اشتريتها من (حيس) مع هذا (الحيسي) ويشير إلى (الكوب) أما هذا البن فهو بن (حمادي) أيام ما كان البن اليمني ماركة عالمية و(عملة صعبة)
ثم يعود ليكمل وصيته :
العام زمن و الزمن ياشباب وعاء قيمته بماء فيه، الزمن قيمته من قيمة الإنسان يصلح بصلاح الإنسان، أنتم الزمن، أنتم العام الماضي وأنتم كشعب وأفراد العام القادم وعنوان المستقبل تشكلوه بتصوراتكم بسلوككم و بخططكم ومراجعاتكم التي تصحح المسارات بإستمرار بصورة فاعلة وخلاقة تصنع المستقبل وتشكل الزمان وتكسو المكان خضرة و حياة.
ثم يغير من جلسته نحو النهوض ويختتم الحاج ناجي وصيته للعام الجديد :
الأيام تجري يا أولادي ولا تحابي أحد وطبيعتها أن تضع الضعفاء تحت حوافرها دون رحمة وتمسح الأغبياء من خارطة الوجود.
راجعوا أنفسكم قبل فوات الأوان، ابصروا لكم عمل جاد و(مهرة) نافعة أحسن ما تجلسوا بلاشغل ولامشغلة (مقرفصين) تحسبوا الأيام وتعدو الداخل والخارج و تشتموا الطالع والنازل (بالدرج) مثل(قبول المجنونة )،
شوفوا حالكم واشتحطوا وانهضوا ببلادكم بجهودكم و بأرواحكم وعقولكم ثم انتظروا أيام بيضاء ومستقبل مشع بالنور والفرح واعوام محملة بالسحب الماطرة الهاطلة بالخير من كل جانب.
*من حائط الكاتب على فيسبوك