ضجت صفحات شبكات التواصل الاجتماعي يوم أمس الجمعة، إثر وثائق مسربة تكشف استحواذ أبناء المسؤولين وقيادات حزبية في الشرعية على المنح الدراسية ،كشوفات تبين حجم الفساد والمحسوبية المنتشرة في أوساط تلك الشرعية.
عشرات المنح الدراسية تقاسمها أبناء كبار مسؤولي الدولة وقادة التنظيمات السياسية المختلفة
الوثائق التي اعتبرت فضيحة مدوية للدولة الشرعية تضاف إلى فضائحها الأخرى، اتضح من خلالها أن أبناء وأحفاد رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، كان لهم النصيب الأكبر في المنح، بالإضافة إلى رئيس مجلس النواب سلطان البركاني ، وقيادات حزبية رفيعة المستوى من المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح والتنظيم الناصري وآخرين، في حين يعاني أوائل الجمهورية في الحصول على أبسط حقوقهم التعليمية .
وزارة التعليم العالي في عهد الوزير الحالي خالد الوصابي، نموذجا مصغرا لحجم الفساد والمحسوبية المنتشرة في أجهزة دولة الشرعية ، حيث أصبحت دولة الذوات والعوائل المتنفذة ورموز الأحزاب السياسية الانتهازية، ولا مكان فيها لأبناء الشعب المُعدم بفعل الحرب والانقلاب الحوثي وفساد دولة الشرعية المهاجرة في عواصم الإقليم.
الفساد ينخر كل مؤسسات وأجهزة الدولة، وما تسرب مؤخرا من كشوفات طلاب المنح الدراسية في الخارج، المبتعثين من قبل وزارة التعليم العالي، إلا النزر اليسير من لصوصية هذه السلطة .
في المقابل هناك شيء يثير الانتباه ورد في كشف منح التعليم العالي أن بعض الطلاب الذين نالوا هذه المنح بعناء وجدارة وبحكم تميزهم الدراسي، وردت أسماءهم في الكشف المذكور، تبين أن منحهم بدأ صرفها في وقت مبكر وقبل سنوات ، في المقابل أفاد أولئك الطلاب عقب نشر الكشف المذكور ،أن أول ربع بدأوا باستلامه كان في الأشهر الأخيرة وهناك من لم يستلم بعد ، وهنا يطرح السؤال من أكل حقوق هؤلاء الطلاب المستحقين بجدارة !
وثائق الفضيحة أوصلت رسالة لأبناء الشعب أن قادة الأحزاب السياسية يتصارعون على كل شيء، ولا يهمهم مصلحة الوطن ، بينما يتفقون فقط على تقاسم مناصب الدولة فيما بينهم، وفي اختلاس وأخذ منح الطلاب المتميزين من أبناء الشعب المغلوب على أمره ، إنه نموذج لمدى لؤم وحقارة هذه الطبقة السياسية التي عفا عليها الزمن ،وآن لأبناء الشعب أن يقول كلمته وأن يلفظ هذه النخب التي سلمت البلاد والعباد للمليشيا الحوثية الإرهابية، وأسلمت أمرها لتحالف لا يرقب في اليمنيين إلاًّ ولا ذمة، انتهك سيادة اليمن وسرق خيراته وتحكم في مصيره، في حين فرت هذه النخب التعيسة هاربة إلى خارج الوطن، والعيش في الفنادق والفلل الفخمة، وتقاسم منح البعثات الدراسية وملحقات سفارات اليمن الدبلوماسية في الخارج ، وتركت الشعب المغلوب على أمره وحيداً، يعاني الفاقة وشظف العيش والأوبئة والويلات .
وكما قال المفكر والأديب العربي عباس العقاد "إن الأمة التي تحسن أن تجهر بالحق وتجترئ على الباطل تمتنع فيها أسباب الفساد"، فليكن شعارنا في هذه المرحلة العصيبة من تاريخ بلادنا ،هو مواجهة المفسدين واللصوص وسراق الأوطان أيا كانوا وأينما كانوا، مالم فإننا لا نستحق وطنا اسمه اليمن، متخذين من قول أبي الأحرار محمد محمود الزبيري شعارا
أُحارب الظلمَ مهما كان طابعُهُ
الْبَرّاقُ أو كيفما كانت أساميهِ