يحكى أن رجلا درس القضاء في عهد الامام أحمد ، و بعد أن أكمل دراسته كتب للإمام يرجو منه تعيينه قاضياً ، وتم تعيينه قاضياً في محكمة باب السبح ، مرت الأيام ولم تأتي إليه قضية، لم تأتي إليه شكوى..وفي أحد الأيام وهو يتجول في السوق، وجد إثنين أصدقاء يتكلمون بطريقة عادية وودية كحالة أي صديقين، تقدم أليهما وقال: مالكم ؟، شكلكم عندكم مشكلة، قالوا: ولا عندنا مشكلة ولا شئ ، قال : احلفوا، فأقسموا بالله أنه ليس بينهم شئ.. فإذا به يخرج ورقة من أوراق الأحكام، وقبل أن يبدأ الكتابة بدأ يطالبهم بأجرة الحكم، قالوا : أي حكم إحنا أصحاب، قال: حكم تأكيد الصحب..
هذا حال الأمم المتحدة عندما تدخل في بلد من البلدان من أجل قضية بسيطة، حلها سياسي بسيط، يبدأون بتوسيع الشرخ بين أبناء البلد الواحد، و يرسلون المندوبين الأمميين لتعقيد الأمور أكثر و أكثر، و يعقدون بينهم اتفاقيات تأكيد الصحب، ثم بعد ذلك يدخلون من خلالها لتأجيج الخلافات، فإذا لم تندلع الحرب بينهم يبدأون بتقمص دور (المحرش) ، و يبدأون بتصريحاتهم المنمقة لكن معانيها كتلك التي كن يستخدمها معنا المحرشون ونحن أطفال، يذهبون لطرف ويقولون له: شفت كيف بهرر فوقك ما بيعتبرك شي و لا يحترمك، و يذهبون للطرف الثاني: لو تشوف كيف سب عليك وإحنا عنده و لا بيحسبك رجال..
فإذا اندلعت الحرب بين أبناء الشعب الواحد، يتم رمي القضية إلى مجلس الأمن، و هناك يتم إقرار البند السابع ، ليتم بعدها إدخال البلد تحت سلطة مجلس الأمن، و يتجرد أبناء البلد من القرار و يصبحون أوراقاً على رقعة الشطرنج، و مجلس الأمن هو يد الدول الكبرى لاستعمار الدول بصيغة الاستعمار الحديثة، فمجلس الأمن يغتصب و يحبل الحكومات ، و الأمم المتحدة تبدي قلقها من الحمل الحاصل.. و الشعب بدايتها يصفق و يؤيد وما هو داري أنها فوق رأسه، مثل الشعب في تلك اللحظة مثل حال تلك البنت التي كانوا يطلقون النار في يوم عرسها، فقالت لأبيها : يا أبه ليش يقرحوا الناس، قال أبوها : يقرحوا من شان.... بتقرح الليلة..