عادل الشجاع

عادل الشجاع

عضو اللجنة العامة في المؤتمر الشعبي العام عضو مؤتمر الحوار الوطني الشامل

كل الكتابات
دور التحالف التخريبي في اليمن
السبت, 01 يناير, 2022 - 04:24 مساءً

ونحن نودع عاما ونستقبل آخر ، نجد أن اليمن كابدت أكبر معاناة بين الدول العربية على مدى العام 2021، وواجهت أسوأ أزماتها ، فلا هي تخلصت من الحوثيين ، ولا هي سلمت التحالف الذي يعمل جاهدا على تمزيقها ولا هي نجحت في تشكيل حكومة وطنية قادرة على وقف انهيار الاقتصاد ، الأنكى من ذلك أنه في هذا العام تم تسليم الحديدة للحوثي وشبوة للانتقالي ، وكل ذلك تحت مسمى التحرير .
 
ونحن نجرد أحداث اليمن في نهاية عام 2021، فإن حصيلتنا هي الحرب واستمرار الصراع ، فقد طبع هذا العام حياة اليمنيين بمزيد من المآسي والدماء ، وهو العام الذي حصل فيه أكبر تموضع للقوات المشتركة بتوجيهات من القيادة العليا للتحالف السعودي الإماراتي وتسليم الحديدة بشكل نهائي للحوثيين .
 
بشكل عام سجلت أحداث اليمن إستمرار الحرب وموجات إتفاقات سرية بعضها بين حكومة معين عبد الملك والسعودية والإمارات ، وبعضها بين الإمارات والحوثيين ، كان أهمها صفقة الانسحاب من الحديدة مقابل أن ينسحب الحوثيون من مديرية بيحان وعسيلان في شبوة وتسليمها للانتقالي .
 
ها نحن ودعنا عام 2021 واستقبلنا عام 2022 ، والحرب مازالت مشتعلة في مأرب ولا يظهر في الأفق ما يوحي بأن التحالف سيغير من نهجه التدميري في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية ، هكذا تدخل اليمن عام 2022، مثقلة بأزمات متعددة وتحديات جديدة تفاقم مختلف أوجه الحياة وتزيد من مخاطر التمزيق .
 
لقد عانى أكثر من ثلثي سكان اليمن من انعدام الأمن الغذائي مع اتساع نطاق الحرب ، يعود ذلك السبب إلى عدم اهتمام العالم بما يجري في اليمن ، إضافة إلى فساد المنظمات التي استغلت فساد حكومة معين عبد الملك وتلاعبت بالمساعدات والمعونات ، وسلمت أغلب هذه المعونات للحوثيين .
 
عملت الحرب بوحشية وما زالت تعمل على تدمير قدرة البلاد وبنفس الوقت لا توجد أي محاولات لوقف الحرب وقيادات الأحزاب السياسية تمرغت بوحل العجز والارتماء في أحضان أعداء اليمن ، لذلك فإن جرائم الحرب تمر يوميا دون أن يلاحظها أي أحد تقريبا دون عقاب ، كما لا توجد أيضا مبادرة دولية للتخفيف من حالة اليأس المطلق .
 
وبرغم ما حمله العام 2021، من أوجاع وسوداوية ، إلا أن العام 2022، سيكون عام مأرب بامتياز ، فهذه المحافظة مثلما أنها كانت صانعة للحضارة ومؤسسة لاستقرار البشرية ، ستحدث تحولا كبيرا في مسار الحرب والتحالفات ، على حد سواء ، وستحدث انشقاقات داخل عصابة الحوثي الإرهابية وداخل التحالف ، وستظهر قيادات شابة على المسرح السياسي لكبريات الأحزاب وستترك القيادات التي شاخت تنقب في الماضي وستمضي هي باحثة عن حلول للمستقبل .
 

التعليقات