هل نحن أغبياء أم متغابون وإلى متى سنظل نؤكد ما هو مؤكد أصلا ؟ ألم يأت تحالف دعم الشرعية إلى اليمن بهدف مواجهة التمدد الإيراني في اليمن ؟ فكيف تصبح مكالمة بين هذا القيادي وأبو علي الحاكم دليلا على ما هو قائم أصلا ؟
ألم يقل حسن نصر الله ذات يوم في أحد خطاباته مادحا الحوثيين : أنا خجول لأنني لست معكم ، يا ليتني كنت معكم ، يا ليتني أستطيع أن أكون مقاتلا من مقاتليكم تحت راية قائدكم العزيز الشجاع ؟
ألم تتقدم الشرعية اليمنية بخطاب رسمي إلى الأمم المتحدة تشكو فيه تدخل حزب الله في الشئون اليمنية ؟ ألم يعبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن قلقه من تورط عناصر من حزب الله في القتال الدائر في اليمن وسوريا والعراق ، وقدم بذلك تقريرا مكتوبا إلى مجلس الأمن ؟
ألم يتهم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري أمين عام حزب الله بأنه ينفذ مهمة لا أخلاقية في سوريا واليمن ، واتهمه بالمسؤولية عن تقديم الدعم الإيراني للحوثيين ، وقال إن الاهتمام المثير لنصر الله بالملف اليمني يؤكد المتداول من أن إيران كلفته شخصيا منذ سنوات مسؤولية رعاية الحوثيين ؟
ألم يقل حسن نصر ، إن معركة مأرب لها تداعيات كبيرة جدا في اليمن والمنطقة ؟ لم ينكر حزب الله ولا أمينه العام تدخله في اليمن ، فقد أعلن حسن نصر الله في أكثر من إطلالة تأييده للحوثيين ، معتبرا اليمن جزءا من مشروعه المقاوم في المنطقة ، كما أنه احتضن الماكينة الإعلامية للحوثيين في الضاحية الجنوبية كالمسيرة والساحات .
ألم يستقبل حسن نصر الله وفدا من الحوثيين بقيادة محمد عبدالسلام علنا وتحت أضواء الكاميرات ، بالرغم من اتخاذ لبنان سياسة النأي بالنفس التي تكرست من خلال القرار الذي أجمعت عليه الأطراف اللبنانية المشاركة في الحكومة ؟
والأهم من هذا كله ، لماذا ذهب المبعوث الأممي إلى طهران في أكثر من مناسبة ، اليس من أجل إقناع طهران بالقبول بالتسوية في اليمن ؟
ألم يقل عبدالملك الحوثي ، إن الشعب اليمني جزء لا يتجزأ من المعادلة التي أعلنها حسن نصر الله ؟
كل ذلك وبعد سبع سنوات حرب لمواجهة إيران ، يريد التحالف أن يلهينا بمكالمة تؤكد المؤكد ، فمن منا لا يعرف أن إيران لديها مشروع يستهدف المنطقة كلها وليس اليمن فحسب ، وأن سياستها الخارجية تقوم على تصدير الثورة ، وأن الحوثيين جزء من تصدير هذه الثورة التي ستمتد إلى منطقة الشيعة داخل المملكة ، التي لا تحتاج إلى ترويج مقطع مكالمة ، بقدر ما تحتاج إلى الحفاظ على الشرعية اليمنية وإعادة المعركة إلى أهدافها التي قامت الحرب لأجلها .
إيران مجبرة على تصدير ثورتها ، لأن فكرتها عابرة للحدود ولا يمكن لها أن تتوقف عند حدود اليمن ، وستصل إلى هدفها الرئيسي وهو مكة والمدينة ، وهي تسعى إلى ذلك عبر تأسيس نوع من انواع الطائفية السياسية التي أخذت تتشكل بوضوح في اليمن ولبنان والعراق وسوريا .
إثبات أن إيران تدعم الحوثيين ، أو حزب الله ، كمن يجهد نفسه ليثبت أن الله موجود .