يبتعد كثيراً انصار الرئيس صالح في تقديم سرديتهم الخاصة حول احداث اليمن. لا يعترفون الا بما صنعوا ولهم أبطالهم ورموزهم. ينفصلون شيئاً فشيئاً عن المجموع اليمني ولا يختلفون في ذلك عن بقية المكونات الانفصالية دعوةً أو سلوكاً ويتماهون مع خصومهم حتى التشابه.
تأخروا قليلاً في هذا الانفصال لعدم امتلاكهم الحيز الخاص بهم كونهم لا يستطيعون العمل إلى جوار الآخرين. هذا الاستقرار المؤقت في "جمهورية" المخا لا يقل كارثية عن سلوك الحوثي الانفصالي أو سلوك الانتقالي أو الإصلاح في تعز.
هربوا من خصومهم المحتكرين للفضاء العام والسردية الجامعة ليمارسوا نفس الاحتكار أو التقوقع في أحسن الأحوال.
يلامون اكثر لأنهم اتوا من رحم السلطة والمفروض انها علمتهم التعامل مع مجموع الشعب بكل تنوعاته وتدفع الى تقديم سردية جامعة وليس خصوصيات مدرسة داخلية لها نشرتها الحائطية والحياة اليومية متمحورة حول مزاج المدير.
نقول عن احداث فبراير ثورة بحذر وتحفظ شديدين فكيف بأحداث بلا وجه ولا وجهة وطنية.
سيكتمل الانفصال عندما يتملك انصار صالح قناة تلفزيونية وربما مجموعة اذاعات خاصة بمسميات تقترب من تصورهم للنضال والحياة السياسية والوطن.
سيفعلون ما يفعله الآخرون؛ المزيد من تشظي الساحة الوطنية وتقليص المشترك وتوجيه خطاب محصور بالانصار. وبهذا تتشكل جزر متناثرة لحظة يمر الوطن بمحنة كبيرة.
كل طرف يخاطب انصاره ويعمق القناعات الجاهزة ولا يذهب إلى تجسير المشترك بين الناس.
كلٌ له أغنيته.