نحن أبناء الشعب اليمني نخاطبكم اليوم من منطلق أواصر الأخوة التي تربطنا ببعض ومن منطلق أن أمنكم واستقراركم في المملكة يأتي من اليمن ، وبوصف بلدكم تقود التحالف العربي تحت الفصل السابع لدعم الشرعية ، ومن تلك الاعتبارات نسألكم مالذي فعله التحالف والسعودية تحديدا لإنهاء الانقلاب واستعادة الشرعية وإيقاف إيران عند حدها ؟
والسؤال الأكثر إلحاحا ، لماذا تحولت المملكة من داعم للشرعية إلى داعم للمليشيات التي قوضت الشرعية ووسعت الخراب ؟ ولماذا السكوت عن مليشيات لا تعترف بمجتمعها ولا تؤمن بوحدة وطنها وتحالفكم في الأساس جاء ليسقط انقلاب مليشيات الحوثي ولكي يحافظ على وحدة وسلامة واستقرار اليمن أرضا وشعبا ؟
إننا نوجه لك هذه الرسالة اليوم في لحظة تبدو فيها الصورة قاتمة ، حيث تتعرض الأسس التي قام عليها التحالف لخطر غير مسبوق ، حيث فرص احتضان المليشيات تسبق فرص احتضان الشرعية ، وبات انتهاك القرارات الدولية واضحا من قبل التحالف باستخدامه الوسائل غير المشروعة لانتهاك القانون الدولي ، كدعم الانقلابات المتعددة ودعم الفوضى ، مما جعلنا كشعب ندفع أثمانا باهظة من أمننا ودماء أبنائنا .
لقد بالغتم بالاحتفاء بقيادة الشرعية حتى بلغت الاستضافة أكثر من سبع سنوات ، وتركتم المليشيات وقياداتها تسرح وتمرح في الداخل ، ولهذا نطلب منكم أن تكفوا كرمكم الممنوح لقيادات الشرعية وتتركونها تعود إلى اليمن وتأخذوا قيادات المليشيات بدلا عنها وتوسعون في كرمها وضيافتها في المملكة، وأن تحولوا الأسلحة التي تعطى للمليشيات إلى الجيش الوطني ، لكي تريحوا هذه المليشيات وقياداتها قليلا .
إننا نقف اليوم أمام مفترق طرق ، فإما أن نعمل بصدق على مواجهة إيران وحلفائها ، أو أن نساهم في مزيد من تقويتهما ونترك مستقبل أجيالنا القادمة في مهب الريح ونضرب عرض الحائط بالأهداف التي دخل التحالف الحرب لأجلها ، فالحوثي مازال يمثل أحد أهم التهديدات للسلم والأمن اليمني والسعودي ويشكل خطرا محدقا بوجه الجميع دون استثناء .
إنكم تعلمون أن الانقلاب لا يحارب من الجو فقط ، وكل ما سبق من عمليات لإنهائه لم تؤد إلا إلى انتشاره وتفشيه ، فالضربات الجوية غير مجدية ، مالم يتم التعاون مع الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ، كما أن وجود السفير الإيراني في صنعاء وسفير المملكة في الرياض لا يساعد على إنهاء الانقلاب لا ماديا ولا معنويا .
ما نراه اليوم من قبل التحالف لا يدل على تلك الأهداف التي أعلنها في بداية الحرب ، بل ما نراه ونلمسه اليوم من قبل التحالف هو تسابق مع الحوثي على سفك الدم اليمني بطرق مختلفة والتسابق على الإخلال بسيادة الجمهورية اليمنية واستقلالها ، وإلا ما دخل سقطرى بما يجري في صنعاء ، ولماذا منشأة بلحاف ومطار الريان والغيضة جميعهم مغلقون في وجه الشرعية اليمنية .
نحن نتطلع إلى مراجعة ممارسات التحالف في اليمن لتحقيق الأهداف التي جاء من أجلها وألا يخالف الشرعية الدولية التي تجرم ضم أراضي الغير بالقوة ، وسيكون واهما من يظن أن الأزمة في اليمن يمكن أن تجعل الشعب اليمني يحيد قيد أنملة عن حقه غير القابل للتصرف ، ونحن نؤمن بأن أمن اليمن لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال أمن السعودية والعكس صحيح ووفق المصالح المشتركة .
إننا ندعوكم مرة أخرى إلى إعادة النظر في مجريات الأحداث في اليمن والتي ستؤثر بشكل مباشر على المملكة ، فإيران عينها على مكة والمدينة وإذا سلمتم اليمن أو مارستم الأخطاء فيها ، فإنكم بذلك تثبتون أقدامها على أول الطريق إليكم ، ولهذا ندعوكم أن تقفوا أمام الصدق والحقيقة ، فواجبكم كدولة قائدة للتحالف ومستهدفة أن تعيدوا المعركة إلى مسارها الحقيقي ، فإيران صرحت على لسان عصابة الحوثي بأن هدفها مكة والمدينة ومن بعدها المحيط الإسلامي وأي خطأ في قراءاة الواقع فإن النار التي اشتعلت في لبنان والعراق وسوريا واليمن ستستمر بالانتشار .