يختلف اليمنيون فيما بينهم. يمارس الفاسدون اللصوصية بحق أفراد الجيش الوطني، و يتركونهم دونما مرتبات لأشهر عديدة. يغادر بعض الأفراد معسكراتهم بحثاً عما يسد به رمقه وأطفاله. . تبدو الشرعية كأنها أوهن من بيت العنكبوت(فساد و فشل داخلي، و مؤامرات داخلية و خارجية عليها). و مكايد متعددة الأشكال و مختلفة الأوصاف تُدبر لليمنيين الجمهورين بليل دونما توقف.
يُخيل للحوثي وكل من معه -أعداء الشرعية و حلفاءه الدوليين- بشكل أو بآخر: إنه يمكن الانقضاض على الرمق الأخير للجمهورية. فيندفع كالأحمق بطيشٍ وخفة. ولا يدرك إلّا وقد أحيطَ من كل جانب بفدائيين لا قِبَل له بهم: جيش، قبائل، أحرار، مواطنين، شعب. . يهجم على مدينة ما، فيخرج كل من في المدينة لصده، بل يأتون من خارج المدن، من أي بقعة يمنية لا تزال تنبض بالجمهورية. فيقع في المصيدة و أي مصيدة! ! و هذا ما يحدث اليوم في مأرب. . لم يقل الشعب إن الحرب من مهام الجيش و حسب ولا علاقة لنا بذلك. بل يبادر قبله. و هذا يعطينا التفسير التالي: الحوثي كائن غير مقبول -بفكره هذا- بين شعب يعيش و هو سيد نفسه. .
مهما كنا في وهن و هشاشة و إن خذلنا الجميع لن نترك بلادنا و أجسادنا لكلبٍ مسموم ينهش لحمنا بتوحش مغولي؛ إن قلت له لا أو حتى إن لم تقل. فإما أن تبرك و تدعه يمتطي ظهرك، أو يقتلك بتوحش المغول. و لذا من يقف اليوم بوجه هذا الكهنوت القادم من غبار التأريخ على أطراف مأرب مستبسلين في معركة الحياة بأنبل و أروع صور النضال و التضحيات البطولية، يدركون هذه الحقيقة تماماً.
إن ضُرب اليمنيين بسوط الشتات و التشرذم و بكل الضراوة؛ ليس بإمكان ذلك أن ينسيهم ماهية الحوثي. يعرفون جيداً هذا الكائن المارق في كل ظروفهم. وهو فاشي و أحمق؛ لم يدرك بعد أننا نعرف كم عدد الشعر في رأسه. ربما هولاء من بقايا الذين تحدث عنهم ابن الجوزي حين قال:" الحمقى لايدركون ولا يصطلحون مع الإدراك ولا يتعلمون من تجاربهم"