عندما يحل وباء معين بالعالم،يُسّخر العلم كل نفسه لاختراع له العلاج.وفعلاً ، يعمل بكل جديته حتى يخرج بالحل الناجع.
وهكذا حدث عبر التأريخ مع كل وباء أو جائحة ، حتى زمننا هذا مع "كورونا"
حيث قد أعلنت عدة شركات عالمية توَصلها لعلاج كورونا ، منها شركة ألمانية.
السؤال: لماذا لا يُسّخر العلم نفسه ويعمل بكل جديته ، لإيجاد علاج ناجع لمرض السرطان؟!
يقول ، باولو في رواية الخيميائي :
"إذا أردت شيئاً ما،حقا، فإن الكون بأسرة يطاوعك للحصول عليه."العلم ، لم يريد-حقاً- بعد علاجاً للسرطان.ولو أنه أراد ذلك بحق لأوجده منذو زمن.
لقد مات إحساس البشر موتاً مريعاً ،يشبه موته إنسان ممنج ، يرَ ويسمع من حوله ولكنه لا يقوى على الكلام والحركة. فأصبح لا يصحوا من نوبات تخديره الشعوري إلا بدافع كبير، بحجم "الكارثة والجائحة والوباء "التي تحل بمجتمعات وأمم. قبل أشهر في اليمن: إشترك خمسة أشخاص في تعذيب وقتل شاب أعزل بطريقة وحشية وصادمة، لأنه قرر أن يفضح جرائمهم.
تسرب فيديو إلى وسائل التواصل الإجتماعي وهم يعذبون المسكين الأعزل.
بعد يوم من تداول الفيديو ،أصبحت قضية المسكين رأي عام ،محلي وعربي.وبطريقة ما انتصروا للمسكين ..بالمقابل تحدث قضايا مماثلة أو أبشع منها ، سوى بين الناس أو داخل السجون، أي سجون.يشاهدها الناس بطريقة أو بأخرى ، ولا يتظافرون من أجل الانتصار لها.
ثمة خلل ، أصاب العقل الإنساني، بفعل المتغيرات الزمنية ، متغيرات تُحْدث أشياء جديدة لم تكن في خاطره وأخرى تلغي أشياء قائمة.. التكنولوجيا والصراعات والحروب، تفني عوالم وتَخلق وعوالم أخرى ، أصابت الإنسان كما يسموه المفكرين بـ"صدمة مابعد الحداثة" لينعكس ذلك على الإنسان نفسه في أن يضرب شعوره في مقتل.!
أليس العلم ،والحاجة ،تخبر الناس بكثافة واستمرار على مختلف الصعد، بـ: التخطيط للمستقبل ، وإيجاد الحلول قبل حدوث المشكلات.؟ فلماذا لا يكثف العمل على إيجاد علاجات ناجعة للأمراض المستديمة ، ناهيكم عن السرطان ، فهناك عدة أمراض وعلل لم يجد العلم لها حلولاً حتى الآن ، لهذا السبب: لأنه لايعمل بدافع خوف الإنقاذ الطب ،مجال لا يتوقف تطويره ، ولكن فكرة تطويره شبه متوقفة لدى منظومة الطب في كل العالم ، إلا نادراً من يعمل على تلك الفكرة.
تنفق الدول أموالها على هذا النحو :في الصناعات الحربية ثم في التطوير التكنولوجي ، ثم بقية المجالات... ويختلف خانة وقوع "الطب" في قائمة الإنفاق من دولة إلى أخرى.
وذلك بعد الصناعات الحربية والتكنولوجية حتى في الدول التي تشتهر بالطب.
وجب على الإنسان ، فسخ تخدير شعوره بالوعي ، الإكثار من جرعات التّوعي في التأمل بما يحيط ويقع بنا من كوارث وانهيارات وتحليلها ودراستها تحليلا رياضياً ومنطقياً لإيجاد لها الحلول الناجعة.يكفي لجيل عصرنا المقيم على كوكب الأرض ، جائحة كورونا أن تعمله الكثير مما يجب أن يتعلمه في حياته.
لينقلب على النظرية التي كانت سائدة في الأزمنة الماضية والتي لايزال تأثيرها لليوم، وهي:(أن لايوقض شعوره إلا كارثة تهدده بفناءه!)أن يعمل بجد لليوم وغد وبعد غد ، أن تألمه الجائحة التي تحصد أرواح الناس بالثواني ،وأن تألمه الجوائح التي تحصد الأرواح بالبطئ..!