عندما يعتلي العروش سفلة القوم وصغارها ترى من العجب العجاب الذي لا تتوقعه ... قرارات صاروخية وتعينات فريدة من نوعها حتى تظهر لك حكومات مشوهة لا تعي مسالك الدنيا وخرائطها. يأتيك السفيه منهم بأحاديث مخجلة من كثرة السفاقة في مدح القردة من ساداتهم وكأنهم فتحوا الأقصى وأرجعوا كرامة العرب والمسلمين، وعندما تدقق في كلامهم تجدهم يصفون القرد على أنه غزالا، وأن الحمار حصانا، وأن الذئب حملا، لا تفقه لهم قولا.
بتنا لا نعرف لهم حقا حتى اُختلط على الأمة أمرها، وغدا الحق باطل، والشريف خائنا، وأصبح المدافع عن وطنه إرهابيا، وأن من يقدم الولاء والطاعة لأعداء الأمة وسطيا ومن يُقبّل أيادي الصهاينة باحثا للسلام. وأن المرأة المتبرجة متفتحة وتواكب الموضة وتهجر الرجعية والتزمت، كما أن المحجبة ارهابية ورجعية تخفي تحت عباءتها شيطان، وما تخفت وراء الحجاب إلا وفي نفسها مآرب قد تتحول إلى قنبلة.
أيها الشريف كنت معلما أو كاتبا أو طبيبا إرحل لا مقام لك في أرض الغواشم، أرض من حرمهم الله نعمة البصيرة، إرحل حيث تجد كرامتك وتخدم أعداء أمتك بسبب غباء من حكم دارك وبث فيها الرذيلة والبس على الناس الحقائق بالباطل، حتى أصبحوا يتقاتلون عليها مع من بقيت برؤوسهم شيء من الفضيلة، ولا نعلم أههؤلاء ايضا سيُختلط عليهم الأمر ويتدحرجون فيما بعد مع من تدحرج في مسلك التيه ... اللهم نسألك الثبات.
كثر الهرج والمرج في عهدهم بأراضينا حتى أصبحت سمة من سماتها، يُقتلوا الأطفال وتُرمل النساء وتُسبى العذارى باسم ماملكت يمينك، ويُقهروا الرجال ويُمثل بشيبانهم، وتُهدم المنازل وتُهجر العوائل إلى العراء، يجندون الأطفال، ويسرقون أموال الناس عنوة بذريعة رسوم مرافقين أو خدمة وطن أو خدمة علم وغيرها من أدوات النصب والإحتيال لملء خزينة سيدهم باسم ميزانية الدولة. خطط وتدابير لتطوير البلد، ولكن بطريقة " أنا بالروضة وي صحابي " أو "مش عارف الألف من كوز الذرة". افقروا البلاد وادخلوها في نفق مظلم لا نهاية له.
أما من نطق بالحق ذهب في حيص بيص واقرأ عليه السلام، قد لا تجد له اثرا بعد عين، ويصبح من الذكرى بعد أن تُشوه صمعته وتلفق له التهم، ويلعنه الشعب المغيب عن حرية التفكير الذي يُقاد كالقطيع وتصرف لهم الرواتب الهزيلة ليعتلفوا كالبهائم. ويصيحون بصوت عاليا "نفديك ياحمار بالدم والروح"، حتى يتبرز عليهم ويرفسهم بحافره، وكأنه يلاعب الحيايا، ثم يأتي أحقر واحد منهم ويرميه برصاصة مصدية ويرديه قتيلا وتذهب حياته هباء منثورة.
وما أعجب ذلك الرجل الذي يعصب عينيه عن صاحب يبني له سلما من الوهن ليصعد عليه إلى الهاوية، خدمةً لمن به ضغينة وحقدا دفينا على أمة السنة. استيقظ يا أحمق ... ويحك أتنتظر حتى يتم نحرك في عيد الأضحى مع الخراف كما حدث لصنديد العراق. لا أعرف ماذا أقول، هل أبكي على حال أمتي أم أبكي على أصحاب الأقلام وهي تُشترى وتغدو سلاحا مدمرا للأمة، تلمع النفاق وتزين الباطل ... أقلام تتراشق من هنا وهناك ومن دولة إلى دولة، لم يعد هناك قلم شريف ... وإن وجدتم أرجوكم دلوني عليه لكي أقبله وارفع له القبعة ...
أما ذلك صاحب التكتك الذي جاء بالبدع والإبتكارات حتى شُلت عقول العقلاء من بلاهته واحتاروا في تفاهته، ملء البلاد جورا وزاد الشعب فقرا على فقرهم وزاد جيوب المرتزقة والمستنفعين من قوت الفقراء والمساكين. لا بارك الله من قزم حكم خير أجناد الأرض حتى غدا جيش الأسود أرانب، همه مزاحمة الناس في عيشهم وحماية حمارهم الأبله الذي كلما نعق بصقت عليه الأمة من شدة بلاهته. جاء بما لم تأتِ به أحقر الأمم.
لا أريد أن أزيد أكثر حتى لا أزيدكم غما ....