كتب وزير الإعلامي الكويتي السابق سعد بن طفلة العجمي مقالا في موقع اندبندنت العربية الممولة من السعودية مقالا طالب فيه التحالف العربي بفصل الجنوب عن الشمال، مقدما العديد من التبريرات الواهية المليئة بالوهم وسوء الفهم.
يقترح الوزير الكويتي الساذج فصل الجنوب عن الشمال وإقناع هادي بالتنحي عن رئاسته الرمزية لأسباب صحية، واستمرار محاصرة الحوثي في الشمال، ووقف العمليات القتالية لدول التحالف مع استمرار تعزيز المعارضة ضده في شمال اليمن.
يرى الوزير الكويتي إن الوحدة اليمنية فرضت بالقوة من قبل علي عبدالله صالح، ويتناسى إن دولته استضافت قمة لرؤساء الشطرين في اليمن لبحث الوحدة وعملية تحقيقها، ثم تتالت اللقاءات في طرابلس ليبيا وغيرها وصولا إلى تحققها في 22 مايو 1990.
يتجاهل الوزير الكويتي أيضا أن التحالف العربي عندما دخل الحرب في اليمن كانت مهمته الإولى والرئيسية هي القضاء على انقلاب الحوثي وفق مرجعيات دولية وقرارات أممية معروفة وليس فصل اليمن وتمزيقه وتصفير تاريخه.
باختصار فشل التحالف العسكري في اليمن خلال أربع سنوات بدأ بالتحول إلى وبال على اليمنيين، ويريد الخليجيون أن ينسحبوا ويحفظوا ماء وجوههم ويغسلوا عار الهزيمة بترك اليمن يغرق في الفوضى والاقتتال والتمزق وهم مطمئنون في دولهم بعد تدميرهم لكل شيء في اليمن.
هذا الصوت الكويتي المنهزم ينضم اليوم لجوقة من الأصوات الخليجية التي تستعرض بطولاتها الزائفة عبر الترويج لمشاريع التفتيت في اليمن مبتعدين عن جوهر المشكلة اليمنية وأهداف دولهم التي تدخلت بموجبها في اليمن لشن الحرب، وبأسلوب يجمع بين بلادة الفهم ووضاعة الأخلاق والإفلاس القيمي.
ومن المؤسف أن ترتفع هذه الأصوات في ظل حالة من الخور والهوان تعيشها الحكومة الشرعية في الرياض، والتي تعمل بلا دبلوماسية فاعلة، وبلا إعلام قادر على إيصال صوتها ورسالتها وموقفها للعالم، وهو ما أغرى مثل هؤلاء ليظهروا بهذا اللؤم والخسة والتفاهة.
ومن المؤسف أيضا أن تنسف الكويت مكانتها ومحبتها في قلوب اليمنيين، وتسمح لمثل هذه الأصوات النشاز من مسؤوليها في تهشيم صورتها، واستغلال الوضع اليمني الراهن للإساءة لليمن واليمنيين، وهي المعروفة بمبادئها الأصيلة ومواقفها المشرفة.
سيكتب التاريخ إن جيراننا الخليجيين الذين ظللنا نوصفهم بالأشقاء تدخلوا في اليمن الموحد ليواجهوا انقلاب في صنعاء ففصلوا عدن عنها، وأغرقوا اليمن في الفوضى، وفشلوا في مواجهة ذراع من أذرع إيران، فكيف لهم أن ينتصروا على إيران ذاتها.