أربعة أعوام على سقوط اليمن بيد إيران انتزع من تحت أيادي ميليشياتها أكثر من 85% من مساحة هذا البلد، الذي يحظى بموقع استراتيجي هام.
لا تتعدى المساحة المتبقية بيد العصابة الحوثية سوى 15% كلها مناطق جبلية، بعد إحكام قوات الشرعية على أجزاء كبيرة من محافظة الحديدة والتي كانت تمثل الشريان الأخير لها.
وجدت نفسها عاجزة على مقاومة أبطال الجيش الوطني، بعد ان كادوا على مقربة من الميناء حينها أصيبت عناصرها وقياداتها الميدانية بالذعر من هذه الأفواج القادمة تجاههم من كافة المحاور.
موقفها الأخير كان هو الاستسلام والذهاب إلى مشاورات السويد لإنقاذ مستقبل من تبقى من أتباعها, وكانت نتائج المشاورات تسليم ميناء الحديدة إلى القوات الأمنية, التي كانت متواجدة في الحديدة ما قبل 2014وتحت إشراف الأمم المتحدة التي أرسلت لجنة لمراقبة الاتفاق وتسليم الميناء.
لم تمر إلا ساعات قليلة من سريان الاتفاق وبدأت ميليشيا الحوثي بخرقه دون وضع أي اعتبار للمخرجات مشاورات السويد، ولم تكتف بذلك، بل أعطت تعليماتها لمختلف قياداتها الميدانية بمختلف الجبهات للتقدم نحو مواقع قوات الشرعية, وكان أبرزها صرواح والتي انكسرت فيها بفضل الصمود الأسطوري لأبطال الجيش الوطني لتصبح جثث قتلاها متناثرة في سفوح الجبال وقممها وبطون الأودية , إذ كانت خسائرهم كبيرة.
لم تكشف معركة صرواح الأخيرة هوان وضعف مسلحي المليشيا الحوثية فحسب، بل كشفت أيضاً الآلة الإعلامية التي روجت لإشاعة سقوط صرواح، لم يستطع أحد مجابهة تلك الحملة الإعلامية الشرسة والموجهة تجاه أبطال الجيش الوطني الميامين.
لم يمر سوى يوم واحد على ذلك إلا وجاء خبر صاعق لتلك القوى الحاقدة ومن الخطوط الأمامية في جبهة صرواح، أعلن الجيش استعادة المواقع التي خسرها وحرر مواقع جديدة.
صحب الخبر صور مفزعة لعشرات الجثث لمسلحي المليشيا وقياداتها الميدانية، كشفت حقيقة الآلة الإعلامية وزيفها وانتصر الجيش الوطني على تلك الأبواق.
وضحت الصورة للجميع بأن المليشيا الحوثية ستكون في وقت قريب مجرد سراب يردد الناس أثرها، وسيزول ذلك السراب بمجرد إعادة الوطن بالقوة العسكرية وبرجالها الأبطال إلى الشرعية التي ولدت من صناديق الاقتراع وليس بقوة السلاح.
استغرب كثيراً من تعويل البعض على المشاورات أو المفاوضات مع هذه المليشيا الحوثية الانقلابية الحاقدة على عروبة هذا البلد، ولن تستطيع إخراجه عن عروبته إلا إذا تم دحرها بالعمليات العسكرية, وهذا ما يحدث وسيحدث في شريان المليشيا الأخير الحديدة, التي تراهن عليه وتريد إبقاءه تحت سيطرتها عن طريق تملصها وخدعها للأمم المتحدة وكافة الأطراف الدولية التي تسعى لحل النزاع في اليمن.
لن ينتصر على هذه العصابة النازية سوى أبطال الجيش الوطني عن طريق معركة التحرير، وستثبت الأيام بأن المشاورات والمفاوضات التي تمت معها كانت مجرد تأخير لموعد الحسم لا أكثر.