بعد زيارات للولي العهد السعودي لأوروبا وأمريكا وقوبل بعدم ترحيب تضاعف هذا الأمر بعد قضية خاشقجي من أبناء جلدته وقوميته في البلدان العربية .
شعوب عربية تبدي عدم ترحيبها بولي العهد السعودي ، ولاسيما في بلدان المغرب العربي وقد اتضح بأن الأمة العربية بجناحيها في المشرق والمغرب لا ترى في بلدان النفط سوى نكبة للامة وكما قال الروائي الشهير امين معلوف:" أنا على يقين بأن من سيكتبون التاريخ بعد مئة عام سيقولون إن النفط لم يحقق الثروة للعرب إلا التعجيل في هلاكهم" !
على خلفية جريمة مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي ، ولم يهتم الإعلام الدولي وتتداعى الصيحات وتحشد المنظمات الدولية والإنسانية همتها لما جرى ويجري اليمن كما حدث خلال الأسابيع الماضية . وهذا بداهة سينعكس على مصير ما يجري في اليمن ، رغم انه يبدو لأول وهلة انه في صالح الطرف الانقلابي لكن ليس بالضرورة ان تنتهي الامور كما تشتهي الميلشيا ، فهذه الشعوب تثأر للشعب اليمني وليس لحكامه .. قليل من المتابعين العرب يفرقون بين الخيط الرفيع الذي يبدو من بُعد مع انه خط غليظ وجلي وواضح بالنسبة لليمنيين ، والبعض يفرق بين تخاذل وضعف الشرعية وبين الحق والمفترض فالشرعية تضل شرعية بغض النظر عن اخفاقها وبديل الشرعية يعني الفوضى او الخضوع لطرف انقلابي مجازا وإلا فهو مغتصب السلطة والدولة ولن تهداء اليمن ولن تقر إلا بتواري الانقلاب ، ومخطى من يظن بأن الأمر سينتهي لتقاسم السلطة.
في حال اتفاق شكلي مفترض سيكون بداهة على الورق ولن ينفذ وعليه فالمعارضة للنظام المفترض مستقبلاً في حال تقاسم السلطة تحت مسمى ” التوافق” يعني قنبلة موقوته ، وعليه فأهون القبول بهكذا حالة أي سلطة الأمر الواقع ومقارعتها حتى لو تطلب الأمر حربا لأشهر قادمة بل لضعف مدة الحرب التي مضت فالأمر ليس بيد اليمنيون ، الإشكال هو لدى من اغتصب السلطة فالعدوان هو في نهاية الامر تحصيل حاصل ونتيجة وليس سبب ، وهذه الحالة رغم مرارتها وبشاعتها أهون من الهرولة نحو الوهم وشرعنه الانقلاب.
يصف البعض تقاسم السلطة على هذا النحو بأنه حل الضرورة ، وقد يكون حالة مؤقته ، ولكن الم يتعظ اليمنيون من حالات محاصصة كانت بمثابة بؤر متفجرة زماناً ومكاناً في بلدان عده فلبنان مضى لها عقوداً وشرعنة هذه الحالة سوى قبل الحرب الأهلية في نهاية خمسينيات القرن الماضي او حرب السبعينيات والتي انتهت باتفاق الطائف ، فقد غدا التقاسم إسماً ولكنه يعكس واقع طائفي صارخ ، وهو الحال نفسه في عراق ما بعد سقوط بغداد ، فيراد ليمن ما بعد سقوط صنعاء نفس محصلة ما حدث في بلاد الرافدين.الم يتعظ اليمنيون من نماذج التقاسم الماثلة في تجارب فاشلة امامة ؟ و كانت بمثابة بؤر متفجرة زماناً ومكاناً في بلدان عده .
لسلام الحقيقي المستدام خطه واصح وهو البحث عما وراء الأسباب وأزله مسببات الحرب ، وبما ان سقوط صنعاء المدوي كان قفزا على الإجماع وخلط الأوراق وفرض أمر واقع ، ولهذا فلا سلام إلا بإزالة تلك المسببات وهو عودة الدولة وتسليم مقدراتها وان تجرد الميلشيا من السلاح ، اما سلام تحت أسنة السلاح فهذا كمن يحرث في البحر وستضل سفسطة وجدل عقيم والتساؤل ايهما الأول البيضة ام الدجاجة
* كاتب يمني وسفير في الخارجية
* المقال خاص بالموقع بوست