نحو يوم أو يومين يفصلنا عن حلول ذكرى ما سمى بعاصفة الحزم، التي غدت عاصفة العجز، فدولتي التحالف قد نكلت باليمن لتسع سنوات تحت عنوان تحرير استعادة الشرعية من أذرع ايران، ولكنها سندت واستنسخت انقلاب آخر في المحافظات الجنوبية لتمكين الانقلاب الاول وتجذره.
وهاهي جماعة الحوثي منذ 2014 اقوى مما كانت وما صمودها المزعوم الا نتيجة ضعف الطرف الاخر وتأمر الاقليم وحالة العوز والقمع التي تمارسها ضد الشعب اليمني وافقاره وتجويعه.
اللافت الجميع يهرول لسلام زائف والسواد الاعظم من الشعب اليمني غدا يقبل بأي حل يضمن عودة المرتبات وانهى هذه الحرب العبثية، فكيف يرتجى سلام من ميلشيا اسقطت الدولة واخرى منعت بقايا الشرعية المرتهنة من التواجد فيما سمى بالأراضي المحررة والتي خرجت من يد اذرع ايران لأذرع الامارات والسعودية.
يريدون سلام تحت لافتة التوافق، والجميع مسلح، في حين حركة الحوثيين لها مفهوم مذهبي طائفي بأحقية السلالة للحكم، وليس عبر صندوق الانتخابات وهو الامر نفسه ينطلق الانقلاب المستنسخ في عدن على هدف انفصالي ولا يعترف بالدولة اليمنية التي هو مشارك فيها فهو لم يعد مشرعن بل هو الشرعية نفسها، وما رئيس مجلس الثمانية غير المتجانسين والذي تشكل خارج اليمن يعتبر رئيس مجلس القيادة الرئاسة الحلقة الاضعف وغدى منصب شكلي مؤقت لتمكين الانفصالين من استعادة دول الجنوب كما كانت قبل 1990م.
السؤال هنا كيف بسلام لهذه الاطراف المتناحرة وهم مدججون بالسلاح اما حمل السلاح وتحرير اليمن او نزع السلاح والجنوع لتوافق وسلام.
أي سلام هش مجرد توافق طائفي ومناطقي على اساس الوضع الراهن كلا بما بسط تحت يده سلطة امر واقع في صنعاء واخرى في مارب وثالثة في الساحل الغربي ورابعة ما يسمى الانتقالي في عدن ونخب ومجموعات مسلحة في حضرموت والمهرة وسواهما ... كلها تحت عباية دولتي التحالف.
وعلى خلفية كل هذا التداخل وتقاطع المشاريع الاقليمية واذرعها المحلية وتواطئ ما سمى بالمجتمع الدولي يظل المستقبل اليمني غامضا، طالما استمر الوضع الراهن على ما هو عليه من انسداد الأفق أمام مساعي السلام، وعدم وضوح الرؤية بشأن كيفية حلحلة الأزمة اليمنية، خاصة مع انشغال العالم بالحرب الروسية في أوكرانيا وتداعياتها العسكرية والاقتصادية الدولية.
لا يعقل ان يستمر الحال ويزداد سواء كما هو عليه تصعيد مصطنع للحوثيين في البحر الاحمر واستمرار قصف البنية التحتية ردا على استفزازات الحوثي في باب المندب وحالة الفاقة والعوز جراء الوضع الاقتصادي المنهار وملايين المهجرين داخل اليمن وخارجه واستمر قطع المرتبات للعام الثامن ناهيك تدهور وتراجع الحد الادنى للخدمات الاجتماعية والصحية والتعليم والاف زج بهم في السجون في صنعاء وعدن وسجون دولتي التحالف وذراعة الانتقالي ومئات الالاف قتلوا خلال تسع سنوات عجاف.
اذا الشعب يوما أراد الحياة
فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي
ولا بد للقيد أن ينكسر
لقد جسد ابو الاحرار هذه الحالة قبل عقود في سياق مضمون قصائده الوطنية بقوله:
إنّ اللّصوص وإنْ كانوا جَبَابِرةً لهُم قلوبٌ مِنَ الأطفَالِ تَنهَزِموا
والشّعبُ لو كان حياً ما استخفَّ بِهِ فردٌ، ولا عاث فيِه الظَالِمُ النَهِمُ